المغرب ينتظر رد العراق حول ترحيل جثمان مغربي نفذ فيه حكم الإعدام جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، التأكيد على عزم الحكومة الحفاظ على الشركاء التقليديين للمغرب وتدعيم علاقاته معهم، ووفاء الحكومة بكل التزامات المملكة وتعهداتها، مشددا على حرص السلطة التنفيذية أن تكون علاقاتها متوازنة مع كافة الدول وزرع دينامية جديدة في الدبلوماسية المغربية، وأعلن أن المغرب ينتظر رد السلطات العراقية بخصوص طلب ترحيل جثمان مغربي نفذ فيه حكم الإعدام، وتوقيف تنفيذ العقوبة في حق اثنين آخرين. وأكد سعد الدين العثماني، في لقاء مع الصحافة مساء أول أمس، شكل أول خروج إعلامي له كوزير للشؤون الخارجية والتعاون، عقب لقائه بالسفراء العرب والأفارقة المعتمدين بالمغرب في إطار البرنامج المكثف للتواصل مع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في البلاد، على ضرورة تمتين أواصر العلاقات والروابط الخارجية للمغرب وفقا للأولويات الدستورية لعلاقاته مع محيطه الدولي الواردة في تصدير الوثيقة الدستورية. وأبرز أنه في إطار الاستمرارية «سنعمل في إطار الدوائر المهيكلة دستوريا، تفعيل الدبلوماسية المغربية بشكل عملي، مع التكيف مع التطورات الجهوية والإقليمية والدولية، التي يجب أخذها بعين الاعتبار». وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن سياسة الحكومة ليست بأي حال من الأحوال في قطيعة مع الدبلوماسية الوطنية، وكذا التوجهات العامة للبلاد. وشدد على أهمية تفعيل الدبلوماسية المغربية وتوازن علاقات المغرب مع جميع الأطراف، وتعزيز الشراكات التقليدية للمغرب وتطويرها. وأشار العثماني إلى أن تفعيل الدبلوماسية الوطنية يتم عبر أربع دوائر مهيكلة منصوص عليها دستوريا، الدائرة الأولى تضم الدول العربية والإسلامية، بما فيها الاتحاد المغاربي، والدول الإفريقية، والثانية تضم الدول الأوربية ودول أمريكا الشمالية، والثالثة تضم دول أمريكا الجنوبية، والرابعة الدول الآسيوية ودول أوقيانوسيا. وعلى الرغم من أن المغرب لم يعد عضوا في الاتحاد الأفريقي، إلا أنه لم يغادر قط، على حد تعبير العثماني، القارة الإفريقية، تعاونا ومبادرة، مضيفا أن كثيرا من أصدقاء المغرب يتمنون عودته إلى الدائرة الإفريقية. وأبرز أن سياسية المغرب اتجاه إفريقيا وعلاقاته المتميزة مع كثير من الدول ستزداد متانة. وأعلن العثماني أن وزارته حريصة على الدفاع عن المغاربة حيثما كانوا، «وهذا واجبها وليس منة تقوم بها»، حسب تعبيره، وتتابع عن قرب أوضاع المواطنين المغاربة في دول العالم. وأشار في هذا الصدد إلى الاتصالات التي قامت بها الوزارة بخصوص ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرا، قبل تنصيب الحكومة الجديدة بخصوص المغاربة المعتقلين في العراق، منهم من صدرت في حقهم أحكام بالإدانة، ومنهم من لم تصدر في حقهم أحكام، ومن صدر في حقهم أحكام بالإعدام، وجرى إعدام أحد المواطنين المغاربة، ويدعى بدر عاشور. وأعلن العثماني أن المغرب ينتظر رد السلطات العراقية بشأن نقل جثمان المواطن الذي نفذ فيه حكم الإعدام، بعدما أبدى الصليب الأحمر استعداده لنقل جثمانه من بغداد إلى عمان، واستعداد السفارة المغربية بالعاصمة الأردنية نقله إلى المغرب لتسليمه لأسرته. وأكد أن المغرب، عبر تدخلاته سواء مع السفارة العراقية بالرباط، أو مع سفارة المغرب بالعراق المتواجدة حاليا بالعاصمة الأردنية عمان، أو في اتصالاته مع منظمة الصليب الأحمر لتدقيق المعطيات واستكمالها حول المغاربة المعتقلين بالعراق، يلح على ضرورة تحسين ظروف اعتقال المغاربة بالعراق، ويطالب بوقف تنفيذ الإعدام في حق المعتقلين الآخرين اللذان صدر في حقهما، وترحيل السجناء إلى المغرب، وفق اتفاقية عربية في هذا الشأن. وفي الوقت الذي أكد العثماني أن وجود وزير منتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لا يشوش على عمله، قال /لا نحس بأي حرج من ذلك/، مضيفا أن قطاعا مثل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، لا يحتاج فقط إلى وزير منتدب واحد وإنما إلى وزراء منتدبين، باعتبار أن عمل الوزارة واسع يحتاج إلى تمثيلية أكبر لإنجاح الدبلوماسية المغربية. واستطرد العثماني بالتأكيد أن العمل الدبلوماسي يتجاوز الأفق الحزبي إلى الأفق الوطني الواسع. وبينما أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون بأنه واجه مشاكل وتحديات جمة في الأيام الأولى بالوزارة، واستطاع إيجاد الحلول لبعض المشاكل المطروحة، فيما لا يزال البعض الآخر مطروحا للمتابعة، منوها في هذا السياق بالجهود التي تبذلها أطر الوزارة بمختلف أصنافها، الذين وصفهم ب»جنود الخفاء المعبأون ليل نهار» للعمل على مواكبة التحولات والتطورات والإشكالات المطروحة باستمرار.