أقدم العشرات من الباعة المتجولين في مدينة آسفي على احتلال ساحة محمد الخامس أمام مقري الولاية وقصر البلدية بمناسبة شهر رمضان، واستغربت مصادر عدة صمت السلطات المحلية وعدم تحركها إزاء هذه الظاهرة، خاصة أن هؤلاء الباعة الذين قدموا من الشوارع المكتظة للأحياء الشعبية حملوا معهم عربات مزودة بالعشرات من قنينات الغاز واحتلوا الملك العام أمام بوابة الولاية وقصر البلدية. واشتكى عدد كبير من المواطنين من تحول قلب المدينةالجديدة، حيث الساحة الرخامية والحدائق النظيفة، إلى سوق قروي، حتى إن عددا من الباعة المتجولين أصبحوا يبيعون التين والسردين على مقربة من شرفة مكتب والي الجهة وبجانب مكتب رئيس مجلس المدينة، في وقت تغيب فيه بمناسبة شهر رمضان كل لجن محاربة الغش ومراقبة الأسعار وحماية المستهلك، فيما السلطات المحلية من رجال سلطة وأعوانها وقوات مساعدة ورجال أمن انسحبوا بشكل كلي من الشوارع والأزقة التي احتلها الباعة المتجولون. وتصاعدت بمناسبة رمضان شكاوى المواطنين المرتبطة بالسرقات بالنشل والخطف وتحت التهديد بالسلاح في كل من شارع إدريس بناصر وسوق اعزيب الدرعي وبياضة، وعبر مواطنون عن استيائهم من حالة الفوضى التي أصبحت عليها المدينة، خاصة الجانب المتعلق بفوضى احتلال الملك العام والباعة المتجولين وضعف الحضور الأمني في النقط السوداء التي تعرف اكتظاظا بشريا. وتبقى ظاهرة الباعة المتجولين واحتلال الملك العام في آسفي من الظواهر التي عجزت سلطات المدينة عن الحد منها ومعالجتها، في وقت يتجنب فيه والي آسفي ورئاسة مجلس المدينة الحديث عن هذه الآفة التي شوهت معالم المدينة وساهمت في الحد من جاذبيتها على المستوى الاقتصادي والتجاري، خاصة بعد أن قام آلاف من التجار المنضوين تحت لواء جمعيات مهنية ونقابية بإغلاق جماعي لمتاجرهم، ومراسلتهم غير ما مرة والي المدينة للتنبيه إلى خطورة الظاهرة التي تسببت في موت التجارة المنظمة في المدينة وإفلاس عدد كبير من التجار وعدم التزامهم بأداء الديون التي بذمتهم، فيما كانت هذه الظاهرة سببا مباشرا في تصاعد مظاهر الإجرام ومعدلات الجريمة.