حملوا السلطة المحلية والمجلس البلدي مسؤولية انتشار الباعة المتجولين «يا باشا يا مسؤول هاد الشي ماشي معقول.. لا سلطة لا مجلس ابن احمد في تهميش.. الأزمة قائمة والسلطات نائمة» هي بعض من شعارات صدحت بها حناجر العشرات من ساكنة مدينة ابن أحمد، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، خلال مسيرة احتجاجية دعت إليها فعاليات المجتمع المدني وجمعية تجار مدينة ابن أحمد للتنمية للتنديد بالوضع الذي باتت تعيشه المدينة بعد أن احتل الباعة المتجولون والفراشة الممرات المخصصة للراجلين والطرق والشوارع العامة، وحمل المحتجون الغاضبون السلطات المحلية والإقليمية والمجلس البلدي مسؤولية انتشار الظاهرة، وطالبوا هذه الجهات بالتدخل من أجل إيجاد حل للمشاكل التي أضحت تؤرق مضجع التجار والساكنة، والقضاء على معضلة الفراشة حفظا للأمن ومراعاة لاقتصاد المدينة، وجاءت المسيرة الاحتجاجية التي شاركت فيها مختلف شرائح المدينة بعد الحادث المأساوي الذي أدى إلى مصرع طفل يبلغ من العمر 12 سنة وإصابة أخته وشخصين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة حينما دهستهم شاحنة أصيبت بعطل ميكانيكي في شارع مولاي عبد العزيز وسط المدينة. وكان بيان استنكاري صادر عن جمعية تجار مدينة ابن احمد للتنمية قد أرجع سبب الحادث المأساوي لانتشار الباعة المتجولين والفراشة الذين قاموا بنصب خيام وسط المدينة، موضحا أن وسط المدينة بات سوقا قارا تباع فيه اللحوم والخضر والخبز والفواكه، في غياب للمجلس البلدي والسلطة المحلية، التي حملها المحتجون مسؤولية تفشي الظاهرة، ورفع التجار المحتجون في المسيرة التي انطلقت من أمام مقر البلدية لتجوب بعدها طريق خريبكة لافتات طالبوا من خلالها الجهات المسؤولة بتحرير الملك العمومي. وعبر المحتجون الغاضبون عن تذمرهم من الإقصاء والتهميش الذي تعيشه المدينة، وطالبوا السلطات الإقليمية بالتدخل، واعتبر التجار المحتجون أن ظاهرة الفراشة أضحت تؤثر سلبا على مصالحهم من جهة، وعلى ساكنة المدينة من جهة ثانية، بسبب تراكم الأزبال وتشويه المنظر العام للمدينة، إلى جانب الضرر الذي يصيب المارة والمواطنين جراء إقفال الفراشة للأزقة والممرات العامة المخصصة للراجلين. ولمح عضو بالمجلس البلدي شارك في المسيرة إلى أن التجار سيغلقون محلاتهم طيلة صباح يومه الثلاثاء كخطوة إنذارية لتنبيه المسؤولين المحليين إلى خطورة الوضع، ورسالة إلى هذه الأخيرة وإلى المجلس البلدي من أجل الحد من انتشار الظاهرة على أن يمتد قرار الإغلاق لمدد أطول إذا لم تقم هذه السلطات بالمطلوب. وأفاد علي فاضلي، نائب رئيس جمعية حي الطلعة بمدينة ابن احمد إلى أن الوقفة «نظمت بمبادرة من جمعية التجار وبمساندة من جميع الفعاليات الجمعوية بالمدينة، للاحتجاج على الوضع المأساوي الذي أصبحت تعيشه المدينة بعد احتلال الباعة المتجولين للفضاءات العمومية، مما ترتب عنه حادثة سير نجمت عنها حالة وفاة». وأضاف المتحدث نفسه: «إن وجود الباعة المتجولين والفراشة وسط المدينة كان يجد تبريره في كونه يأتي في إطار السياق الربيع العربي وعدم دخول السلطة في مواجهات مع الفراشة، لكننا نظن الآن أن الوضع تغير، فالساكنة اليوم هي التي تطالب السلطة بتحمل مسؤوليتها من أجل التدخل ووضع حد لهذه الفوضى، على غرار مجموعة من المدن التي قام مسؤولوها بوضع حد لانتشار الظاهرة، ويجب الاشارة إلى أن تجار السوق البلدي توقفوا عن أداء الواجبات الكرائية والضريبة ويهددون بشل حركة التجارة بالمدينة بعد الضرر الناجم عن انتشار الفراشة».