احتج العشرات من تجار مدينة سطات، صبيحة الإثنين الماضي، أمام مقر البلدية تنديدا بالوضع الذي أصبحت تعيشه المدينة بعد أن احتل الباعة المتجولون والفراشة ممرات عامة وساحات وفضاءات عمومية. وطالب المحتجون الغاضبون السلطات المحلية والإقليمية والمجلس البلدي بضرورة الإسراع في التدخل من أجل إيجاد حل للمشاكل المترتبة عن انتشار ظاهرة الفراشة التي أضحت تؤرق مضجع التجار والساكنة على حد سواء، والقضاء عليها حفظا للأمن ومراعاة لاقتصاد المدينة. ورفع التجار المحتجون لافتات كتب عليها «لا لتفريخ الأسواق العشوائية» «هذا عار هذا عار التاجر في خطر»، مرددين شعارات من قبيل: «واخا نمشي غادي نرجع على حقي حتى يرجع». وعبر التجار المحتجون عن استيائهم من تفشي ظاهرة الفراشة والمنافسة غير المشروعة، على اعتبار أن الباعة المتجولين والفراشة يستفيدون من عدم أداء النفقات كالضرائب المحلية والوطنية ونفقات الماء والكهرباء وأجور العمال المساعدين، في الوقت الذي يؤدي فيه التجار الواجبات القانونية اللازمة. وشدد المحتجون في عريضة استنكارية ضد الباعة المتجولين تحمل توقيعات مجموعة من التجار المتضررين على أن أغلب هؤلاء الباعة قد تحولوا إلى حاجز ثابت يمنع دخول الزبائن إلى المراكز التجارية (القيساريات)، وعمدوا إلى بناء براريك عشوائية وخيام، مستقدمين العربات المجرورة التي تتسبب حيواناتها (حمير وبغال) في تلويث المدينة (الفضلات)، إلى جانب الضرر العام الذي يصيب المارة والمواطنين جراء إقفال الفراشة للأزقة والممرات العامة المخصصة للراجلين، حسب العريضة دائما. وطالب المحتجون السلطات المعنية بالتدخل مراعاة لحفظ حق المنافسة المشروعة وتحقيق المساواة بين المواطنين، وحفظا للحقوق والمكتسبات العقارية والتجارية، وإنقاذ الاقتصاد المحلي من الظاهرة، وذلك بضرورة تفعيل عدد من مقررات المجلس البلدي المتخذة بشأن الباعة المتجولين، مع إمكانية خلق أسواق نموذجية لهؤلاء الباعة والفراشة في إطار مهيكل لرفع الضرر الحاصل عن الوضع الحالي. وأكد فاعلون جمعويون أن الوقفة جاءت للتعبير عن السخط وعدم رضا التجار والمهنيين عما آلت إليه الأوضاع بالمدينة، ومن أجل رفع الضرر الناتج عن انتشار الباعة المتجولين والفراشة أمام «تقاعس» الجهات المسؤولة في الحد من الظاهرة» سيما أن التاجر يؤدي مجموعة من الواجبات في حين هناك حقوق يغفلها المسؤولون والتي تتعلق بالمنافسة غير الشريفة من طرف الباعة. وفي سياق متصل، اعتبر النائب الثاني لرئيس حضرية سطات في حوار جمعه بالتجار المحتجين، بحضور باشا سطات وممثل عن الأمن بالمدينة، أن الوضع الاسثنائي الحالي الذي فرضه الربيع العربي حول مجموعة من الإكراهات إلى واقع، مؤكدا أن المجلس البلدي يشاطر التجار نفس الهموم. ومن جهته، أكد ممثل الأمن الولائي بسطات أن ظاهرة الفراشة تفاقمت على الصعيد الوطني منذ الربيع العربي، موضحا أن أي تدخل للسلطات سيكون عبر مراحل «سنبدأ جزئيا في محاربة الظاهرة، نحن نعي أن هناك ضررا، وهو الضرر الذي تتعرض له عناصر من الأمن كذلك من طرف بعض الباعة المتجولين، هناك دراسة للتنسيق بين السلطة المحلية والأمن والمجلس البلدي من أجل إيجاد حلول تمكننا من القضاء على الظاهرة، وعلى الجمعيات أن تساعد بتأطير الباعة والفراشة من أجل إنجاح هذه الخطوات».