علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أنه من المقرر أن يحيل وكيل الملك، في الأيام المقبلة، على الشرطة القضائية الشكايات التسع التي قدّمها سبعة سجناء وموظفان في سجن عكاشة ظهروا في شريط الفيديو الذي كشف الاختلالات التي يعرفها سجن «عكاشة». وأكد المصدر ذاته أن سبعة معتقلين، بينهم أجنبي يحمل الجنسية السنغالية، وموظفان، قدّموا شكايات للنيابة العامة ضد مصور الشريط يتّهمونه بالتشهير بهم بواسطة شريط الفيديو. وكشف مصدر مسؤول داخل مندوبية السجون أن الشريط صوره أحد المعتقلين يدعى «ابراهيم ز.»، الذي قضى فترة في سجن عكاشة، قبل أن ينقل إلى سجن عين البرجة، بتقنية متطورة عبر كاميرا خفية كانت مثبتة على ملابسه.. وأوضح حسن هوزن، مدير سجن عكاشة، في لقاء صحافي، أن وراء الشريط خلفيات انتقامية بعد مصادرة هاتف محمول لدى مصور الشريط. واتهم المصدر ذاته عصابات ترويج المخدرات التي يقبع زعمائها داخل السجن بالمسؤولية عن الشريط بعد تشديد الإدارة الخناق عليهم وسحب جميع «الامتيازات» التي كانوا يتمتعون بها في السابق. وأقر المصدر ذاته بأن الحالة التي ظهر فيها الموظف وهو يستولي على بضعة برتقالات كانت في حوزة أحد السجناء أمر غير مقبول، مضيفا أنه تم الاستماع إلى الموظف الذي ارتكب تلك المخالفة وسيتم اتخاذ الإجراءات التأديبية المُناسِبة في حقه. وشدد على أن «سجن عكاشة، كأي مؤسسة، يعرف بعض الاختلالات، شأنه في ذلك شأن باقي المؤسسات العمومية ولا يمكن القضاء عليها بنسبة مائة في المائة، لغياب الشروط والموارد البشرية الضرورية»، موضحا أن سجن عكاشة يضم اليوم 7852 سجينا، فيما لا تتعدى طاقته الاستيعابية 5 آلاف سجين، وهو ما يفرض على الموظفين الذين يصل عددهم إلى 500، بذلَ مجهود مُضاعَف من أجل مراقبة ضبط جميع المخالفات التي ترتكب داخل السجن، سواء من طرف السجناء أو عائلاتهم خلال الزيارة. وبخصوص ظهور مختل عقليا في الشريط، أكّد المصدر ذاته أن سجن عكاشة يضم حوالي 500 مختل عقليا مدانين في قضايا مختلفة، مضيفا أن إدارة السجن مضطرة إلى قبولهم داخل المؤسسة وتقوم ب«توزيعهم» على الأجنحة حتى يراقب السجناء الأعمال التي يقومون بها، لأنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال، وضعهم في زنزانات خاصة بهم، مخافة أن يعرّضوا أنفسهم وباقي المعتقلين للأذى على اعتبار أنهم يفتقرون إلى الملكات العقلية.