كشف السجين الذي تمكّن من تصوير مَشاهد صادمة من داخل سجن «عكاشة» في الدارالبيضاء، في حديث خص به «المساء»، معطيات أخرى مثيرة بشأن كواليس تصوير هذا الفيديو الذي تم تعميمه عبر الأنترنت في نهاية الأسبوع الماضي، موضحا أنه يتوفر على فيديوهات أخرى سيتم بثها، هي الأخرى، في وقت لاحق.
وأكد السجين ذاته، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنه يتوفر على أربعة فيديوهات أخرى، مدة كل واحد منها أزيد من دقيقتين، منقولة من سجن «عكاشة»، وبالتحديد من الجناح 3، تكشف، حسبه، فضائح مرتبطة بالاكتظاظ داخل هذا السجن، فضلا على ما وصفه بطريقة «وحشية» لتقديم الطعام.
وأشار السجين، الخارج للتو من سجن عكاشة، إلى أنه تمكّن من تصوير هذه المَشاهد على فترات وطيلة أيام منذ تاريخ أقصاه ثلاثة أشهر، وهي المدة التي تم فيها إحداث الجناح 3 في المركب السجني «عكاشة»، باستعمال هاتف محمول مزود بكاميرا، موضحا أنه حصل على هذا الهاتف داخل السجن، حيث يجري تداوله بشكل واسع ولا يتم منعه.
وأفاد السجين نفسه أن ما يدل على أن الفيديوهات التي ستلي هذا ستؤكد أن عملية التصوير تمت في ظرف أقل من ثلاثة أشهر، كما أنه تظهر، حسبه، في الفيديو الأول تفاصيل تثبت أن التصوير تم حديثا، وبينها الباب رقم 10 في الجناح 3، الذي ظهر في الشريط، والذي تم تغييره مؤخرا.
وكشف السجين ذاته أن الفيديوهات اللاحقة ستُظهر مَشاهد صادمة أكثر، بينها فيديو الطعام المُقدَّم للسجناء والمكون، حسبه، من «البيصارة» و»العدس» وطعام يصطلح عليه السجناء تسمية «سبع خْضاري»، عبارة عن خضر مسلوقة..
وأردف السجين نفسه قائلا إن المدير الجديد للسجن اتخذ قرارا بمنع إدخال الخضر ضمن «القفة» التي تسلمها العائلات للسجناء، موضحا أن هذه الخضر يتم تسليمها لمطبخ السجن، ومن تم يقوم موظفون ببيعها للسجناء، مضيفا أن ثمن الكيلوغرام من البطاطس، التي هي في الأصل إعانة من ذوي السجناء، وصل إلى 50 درهما للكيلوغرام الواحد..
وبشأن الاكتظاظ داخل هذه المؤسسة السجنية، أبرز السجين ل»المساء» إن الأشرطة التي سيتم عرضها لاحقا ستبيّن أن الجناح 3 يضم لوحده 2400 سجين، يتوزع كل 34 سجينا منهم على زنزانة لا تتعدى مساحتها 6 أمتار مربعة.
واستطرد السجين ذاته أن الفيديو الأول الذي تم تعميمه يُظهر مجموعة من المساجين يؤدون الصلاة في ساحة السجن المخصصة للاستراحة، وهو ما يؤكد غياب مرفق المسجد في السجن، والذي تم تحويله، حسبه، إلى زنازن مخصصة للسجناء كبار السن.
وأوضح السجين، صاحب الفيديو الذي أثار جدلا، أن هناك فئة من السجناء تسمى «السّكاكْرية»، وهم مساجين أغنياء كانوا يستفيدون من زنازن خاصة، فضلا على جمعهم مع بعضهم البعض في الزنزانة 16 في الجناح 3، قبل أن يتم دمجهم مع باقي السجناء «العاديين» إثر الزيارات المتكررة للجان، مضيفا أن عبد الحنين بنعلو، المدير السابق لمكتب المطارات، كان يوجد في زنزانة بمفرده إلا أن تردد لجن على المؤسسة السجنية اضطر إدارة السجن إلى دمجه من ثلاثة سجناء آخرين. وبشأن الرجل الذي يظهر عاريا في شريط الفيديو أكد السجين السابق ل»المساء» أنه مختل عقليا، مبرزا أن هناك عددا كبيرا من السجناء الذين يعانون أمراضا نفسية يتم إيداعهم في زنازن مع سجناء عاديين، علما أن يمكن أن يتسببوا في حرائق أو يرتكبوا جرائم، مبرزا أن الأدوية التي تُمنَح لهؤلاء السجناء يتم سلبها من طرف سجناء آخرين لاستعمالها ك»قرقوبي».