أياما قليلة بعد التقرير الصادم الذي أعدته اللجنة البرلمانية حول الاختلالات التي يعرفها سجن عكاشة، أعاد شريط فيديو نشر على موقع «يوتوب» إظهار بعض الاختلالات التي يعرفها سجن عكاشة إلى واجهة الأحداث من جديد. وأظهر الشريط، الذي نشر أول أمس السبت وشاهده أكثر من 3 آلاف و600 شخص في وقت قياسي، ما اعتبرها اختلالات يعرفها السجن المذكور، والتي تتمثل في اختلاط السجناء الذين يعانون من اختلالات عقلية مع باقي المعتقلين. وأظهر الشريط، الذي صور أثناء فترة الفسحة بالساحة الرئيسية للسجن، أحد المعتقلين المختلين عقليا أثناء نوبة هستيرية انتابته، قبل أن يظهر معتقلا آخر عاريا داخل الساحة المذكورة فيما كان زملاؤه يحاولون جاهدين إلباسه ثيابه. وأوضح الشريط، كذلك، أحد الموظفين يحمل أنبوبا بلاستيكيا يهدد به السجناء عند مدخل أحد الأجنحة، كما أظهر الشريط، الذي صور باحترافية عالية وحرص على إظهار الوجوه بشكل واضح، أحد الموظفين يعيد إلى أحد المعتقلين هاتفا محمولا ضبط داخل الزنزانة بعد تسليمه مبلغ 50 درهما، حسب تعليق مصور الشريط. وكشف الشريط كذلك موظفين يعتديان بالضرب والسب والشتم بعبارات نابية على أحد المعتقلين قبل أن يرمياه أرضا، كما أظهر أحد الموظفين وهو يسلب بعض المواد الغذائية من أحد المعتقلين من داخل زنزانته قبل أن يغادر المكان دون أن يقوى المعني بالأمر على الاحتجاج. وتوعد صاحب الشريط بأنه لن يكون الأخير بل سيليه شريط آخر يظهر حالة الاكتظاظ التي يعرفها سجن عكاشة. وجاء نشر الشريط يوما واحدا بعد الزيارات المكوكية التي قام بها يوم الجمعة الماضي المندوب العام لإدارة السجون، حفيظ بنهاشم، إلى سجني سلا2 وتولال2 من أجل رفع حالة الاحتقان التي تعرفها بعض السجون بسبب إضراب معتقلي السلفية الجهادية. وكشف مصدر مطلع أن بنهاشم التقى عبد القادر بلعيرج وحسن خطاب واستمع إليهما بخصوص الأسباب التي دفعتهما إلى الدخول في إضراب عن الطعام. وأكد المصدر ذاته أن الطرفين تبادلا عبارات ودية ووعد بنهاشم خلال اللقاء المعتقلين بتحسين ظروف الاعتقال وتسهيل الزيارات وأصدر تعليمات مشددة إلى مدير السجن بتحسين ظروف الاعتقال واحترام القانون وكرامة السجناء، مضيفا أن بنهاشم وعد المعتقلين بمجموعة من الأشياء الجيدة ستقوم بها المندوبية لصالح المعتقلين خلال الأسابيع المقبلة. وأشار المصدر ذاته إلى أن بنهاشم زار كذلك سجن تولال، حيث التقى عددا من المعتقلين المضربين وأعطى تعليماته إلى مدير السجن بالسماح للمعتقلين بإقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان وتحسين ظروف الاعتقال والسماح بدخول المواد الغذائية خلال شهر رمضان، موضحا أن المعتقلين علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام بعد الزيارة. إلى ذلك، علمت «المساء» أن المندوبية العامة لإدارة السجون فتحت تحقيقا حول الشريط الذي نشر على موقع «يوتوب»، ومن المقرر أن يتم الاستماع إلى الموظفين الذين ظهروا فيه من أجل تحديد هوية الشخص الذي قام بعملية التصوير، والذي يرجح أن يكون معتقلا سابقا غادر أسوار السجن قبل أسابيع.