قرر معتقلو ما يعرف ب" السلفية الجهادية " في سجن وجدة بشرقالمغرب تعليق إضرابهم عن الطعام لإفساح المجال أمام مسؤولي السجن لتلبية مطالبهم بتحسين ظروف الاعتقال ، في حين أعلن معتقلون آخرون في سجن طنجة بشمال البلاد خوضهم إضرابا عن الطعام للأسباب نفسها . من ناحية أخرى استنكر معتقلون سلفيون في سجن سلا قرب الرباط ما سموه الممارسات التعسفية التي تعاني منها معتقلتان ، وخاصة " سوء المعاملة والتضييق والمراقبة الدائمة " إلى جانب ما اعتبروه " ممارسات مخلة "، وهو ما دفع المعنيتين إلى خوض إضراب عن الطعام. واحتجاجا على الوضعية التي يعيشها المعتقلون السياسيون في المغرب ، نظمت أمس الجمعة وقفة احتجاجية أمام المندوبية العامة للسجون بالرباط. وفي تعليقه على الموضوع، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مصطفى الخلفي إن "هناك تطورات سيئة"في وضعية المعتقلين في السجون المغربية. وأضاف أن "عددا من المعتقلين بسجني طنجة والقنيطرة، وبعض المرحلين من سجن عكاشة بالدار البيضاءيعانون من ظروف سيئة داخل السجن". وأشار إلى أن هذه الوضعية دفعت معتقلين بطنجة إلى إصدار بيان يعلنون فيه الإضراب عن الطعام. أما في القنيطرة شمال الرباط، فيواصل نحو ثلاثين معتقلا -بعد أن كانوا ثمانين- إضرابهم عن الطعام منذالسادس مندجنبر 2010، بحسب ما قاله الخلفي. في الإطار نفسه، تضمن بيان المعتقلين الإسلاميين في سجن سلا تفاصيل ظروف اعتقال كل من ضحى أبو ثابت وفوزية أزوكاع، وأشار إلى حرمان إحداهما من الاتصال الهاتفي بعائلتها. وأفاد البيان وجود سجينات مصابات بأمراض عقلية يصرخن ليل نهار، كما لفت إلى أن الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسات السجنية يمنعمن أداء الشعائر الدينية. وأمام هذا الواقع، قال الخلفي إنه بعد الوقفة الاحتجاجيةأمس بالرباط، هناك "حظوظ كبيرة" للاستجابة لهذه المطالب التي قال إنها "ليست سياسية"، وإنما تركز على تحسين ظروف الاعتقال. وأشار إلى أن الإضراب عن الطعام بالسجن المحلي بوجدة تم تعليقه بعد وعود بالمناقشة والاستجابة للمطالب المطروحة. وأوضح الخلفي أن عائلات مغربية أسست "تنسيقية الحقيقة" من أجل مطلب أساسي وهو احترام المعايير الدولية خلال المحاكمة.