الرباط -مصطفى الحجري لجأت بلدية الرباط، مضطرة، إلى لجنة للوعظ من أجل البحث عن بعض المستشارين الذين تحولوا إلى أشباح وإقناعهم بضرورة حضور أشغال مجلس المدينة، بعد أن وصلت الرباط إلى حالة غير مسبوقة من التردّي في عدد من القطاعات. وكشفت مصادر مُطّلعة أن اللجنة، المكونة من عدد الأعضاء، أعدّت لائحة تتضمن عددا من الأسماء التي غابت عن دورات مجلس المدينة وعن أشغال المكتب الموسع المكلف بتدبير شؤون العاصمة، وهي القائمة التي أكدت المصادر نفسُها أنها تضمّ عددا من الأسماء، من بينها الاتحادي ادريس لشكر، ورئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، إضافة إلى الحسين الكرومي، عن حزب الحركة الشعبية، والعمدة السابق عمر البحراوي وعدد من المستشارين الذين «طلّقوا» البلدية منذ مدة ولم يظهر لهم أثر. وأشارت نفسُ المصادر إلى أنه تم إحداث لجنة «الوعظ» مباشرة بعد صدور مقال في جريدة «المساء» عن وجود 23 مستشارا مهددين بالإقالة في مجلس مدينة الرباط وسلا، وهي اللجنة التي تكلفت بالانتقال إلى مكان تواجد المتغيّبين وفتحت معهم نقاشا حول ضرورة الوفاء بالالتزامات «الأخلاقية» لإنقاذ المدينة من الوضع الكارثي الذي انتهت إليه، بعد أن فشل التدبير المفوض لعدد من القطاعات، منها النقل والنظافة، وأصبح مجلس المدينة مُهدَّداً، على الدوام، بسكتة قلبية نتيجة الأزمة المالية التي يعاني منها منذ مدة رغم الإمدادات التي توصل بها من وزارة الداخلية. وكشفت المصادر ذاتها أن الدورة التي سيعقدها المجلس في 25 من الشهر الحالي ستشهد طرح عدد من الملفات «الساخنة»، بعد أن سُجِّل تصدع واضح في الهدنة التي نجح فتح الله ولعلو في فرضها على البلدية لإضعاف دور المعارضة من خلال اعتماد مكتب مُوسَّع، يضمّ عددا كبيرا من الأحزاب. إلى ذلك، لم تسفر التحقيقات التي فتحتها مصالح الشرطة القضائية في الرباط بخصوص عملية السرقة التي كان مسرحها مقر البلدية عن أي نتيجة إلى حدود الآن، وأكد مصدر من البلدية أن الشرطة ما زالت تواصل تحرياتها بخصوص هذه الواقعة التي اختفى إثرها خاتمان يتعلقان بنواب العمدة الاتحادي من داخل درج مكتب كاتبة نواب الرئيس.