في تطور ملفت، هدد حزب الأصالة والمعاصرة بانسحاب مستشاريه من مجلس مدينة الرباط، الذي يقوده الاتحادي فتح الله ولعلو، في تحالف موسع يشمل ما سمي بتحالف محاربة الفساد بمدينة الرباط (الذي ضم أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، العدالة والتنمية، الاستقلال، التقدم والاشتراكية، التجمع الوطني للأحرار، وجبهة القوى الديمقراطية، ومجموعة الجماني) وحزبي الحركة الشعبية و«البام». ويأتي هذا التهديد بالموازاة مع مقاطعة كل من حكيم بنشماش، رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، وإدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، لندوة الرؤساء على مستوى مجلس المدينة، التي عقدت زوال أول أمس الأربعاء، احتجاجا على ما أسمته مصادر من المجلس ما آل إليه الوضع داخل المجلس جراء هيمنة مكون واحد على تسيير وتدبير شؤون العاصمة. واعتبر عبد الحكيم بنشماش، في اتصال مع «المساء»، بأن «هناك غموضا كبيرا جدا يحيط بتدبير الشأن المحلي بالرباط، وشكوكا قوية جدا حول مدى موضوعية المعايير التي يستند إليها في منح الدعم المالي للجمعيات»، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن «ملايين الدراهم من المال العام تمنح لعشرات الجمعيات دون تحديد معايير واضحة، وإنما بالاستناد إلى اعتبارات حزبية وانتخابية، دون نسيان الإشارة إلى الاستفادة من السفريات الدبلوماسية المزعومة». وأضاف رئيس مقاطعة يعقوب المنصور «قاطعنا ندوة الرؤساء في انتظار جمع منتخبينا وتحديد موقف نهائي يمكن أن يصل إلى حد الانسحاب من المكتب في حال عدم تلقي أجوبة واضحة». فيما أوضح إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، في اتصال مع «المساء»، أن هناك إقصاء لمجموعة من الجمعيات من دعم مجلس المدينة مقابل استفادة جمعيات مقراتها مغلقة، واعدا بموافاة الجريدة بلائحة تضم أسماء جمعيات رؤساؤها أعضاء في المجلس، ومطالبا بفتح تحقيق في المنح المقدمة للجمعيات. وكان تقرير أعده ثلاثة مفتشين برتبة قضاة بالمجلس الجهوي الحسابات بالرباط رفع إلى وزير الداخلية في سنة 2008 قد سجل وجود حالة تناف مع القانون، عندما عثر على جمعيات، من قبيل «فرسان الحوزية»، و«سطاد ماروكان»، و«الاتحاد الرياضي ليعقوب المنصور»، على سبيل الذكر، تستفيد من دعم سنوي، وهي جمعيات يسيرها، بشكل مباشر أو عن طريق المشاركة، منتخبون، بينهم مصطفى عقيل، النائب الخامس للعمدة السابق عمر البحراوي، وجلال قدوري، النائب العاشر للعمدة، وأعضاء بمجلس المدينة، كالاتحادي عبد الحق المنطرش، وسعد مولين، رئيس جمعية الفتح الرباطي- فرع كرة السلة، وبوشعيب بندريوش، رئيس فريق جمعية يعقوب المنصور، ومحمد مدهون، العضو بالمكتب المسير للنادي المذكور. من جهة أخرى، قال مصدر من مجلس المدينة، طلب عم ذكر اسمه، إن تهديد «البام» بالانسحاب يأتي بعد أن «ضاق مستشاروه ذرعا بهيمنة حليفه حزب الحركة الشعبية على تدبير مجلس مدينة الرباط، مستفيدا من ضعف العمدة الحالي»، مشيرا إلى أن الكثير من مكونات المجلس لم تعد تخفي امتعاضها من استفادة المستشارين الحركيين دون غيرهم من السفريات خارج المغرب (فرنسا، مصر، تايلاند، البرازيل...).