الرباط بدر اللمطي (صحافي متدرب) اعترف عبد الفتاح بلعمشي، عضو اللجنة التحضيرية لحزب الربيع المغربي، أن الطريق ليس مفروشا بالورود من أجل ممارسة سياسية حديثة، وأن الحزب واع بكل الإكراهات المنوطة بالعمل الحزبي، كما أنه يتصرف بوعي كامل ووفق تحديد عام للمسؤوليات. وحذر من «أصحاب الشكارة أو الأعيان» الذين «يمسخون العمل الحزبي»، موضحا أن «دور الحكومة يستلزم أساسا عدم دعم الأحزاب أثناء الحملة الانتخابية». وأشار عبد الفتاح، الذي كان يتحدث خلال لقاء صحفي نظم أول أمس الاثنين في فندق العاصمة بالرباط، إلى اعتماد «تغييرات جوهرية» في المجال السياسي بالبلاد، حيث أكد على ضرورة تأسيس «جيل جديد من الأحزاب السياسية» تتولى ملء فراغات التأطير السياسي وتمتلك الجرأة على قول الحقيقة. كما أشار نفس المسؤول الى أن تطورا ملحوظا لحق بأعضاء اللجنة التحضيرية بعد ارتفاع عددهم من 17 إلى 37 عضوا، وهو ما يِِؤسس، حسبه، ل»تنامي مجهود فكري وميداني، يولد الرغبة والتحدي لتأسيس حزب سياسي يعبر قناعات الشباب وفق خصوصية الربيع المغربي». من جهته، لم يخف محمد الغيث ماء العينين، رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، وجهة نظره تجاه المرجعية الفكرية العلمانية وتصور الحزب نحوها، مؤكدا على أن الدستور حسم في مكانة الإسلام داخل المجتمع المغربي، وأن الأساس الإيديولوجي لايهم المواطن بقدر ما يهمه برنامج الحزب الذي تمثل فيه «الوطنية الديمقراطية الاجتماعية نسبة 90 بالمائة». وأشار ماء العينين إلى أن التصور القانوني لهيكلة الحزب لايمكن أن يخرج إلا في حدود الأجل المرتقب للمؤتمر وهو شهر شتنبر، أي بعد شهرين من تقديم الوصل النهائي، وستتخلله «ثلاثة مؤتمرات حاسمة». أما في ما يتعلق بالقانون الأساسي، فصرح نفس المسؤول بأن «دورنا هو أن نأتي بالجديد على خلاف الأحزاب الأخرى» تحت شعار الدستور الجديد، موضحا أن «أملنا أن نرقى إلى مستوى أحزاب ذات هيكلة جوهرية متقدمة». كما ركز ماء العينين على أهمية المشاركة السياسية للشباب باعتبار أن البعد المهيمن لمناضلي الحزب هو تأطير وتكوين الشباب سياسيا بشكل يلزم فتح الباب لجميعهم. وعن مسألة أنواع التحالفات والتموقعات التي سينهجها الحزب أشار المسؤول ذاته إلى أن الحزب مازال في مرحلة الفكرة والتبلور والتشكل، تاركا الكلمة الفيصل للمؤتمر المقبل، الذي سيعمل على إعداد المشروع . وتم تسليط الضوء على الخطوط العريضة لعمل حزب الربيع الديمقراطي، حيث أكد جل الأعضاء على أن المرحلة الصعبة تم اجتيازها بعد حصول الحزب على وصل الإيداع القانوني من لدن وزارة الداخلية منذ عشرة أشهر. إلى ذلك، أجمعت جل قيادات الحزب على أن مسألة التواصل مع الإعلام العمومي، وخصوصا المكتوب منه، بات أمرا ضروريا ليس فقط لنشر الأخبار، بل من أجل الاستفادة والتفاعل لتطوير الأفكار.