هم مهاجرون مغاربة بألمانيا، تصدروا الصفحات الأولى في الجرائد الألمانية، بعدما أحدثوا ضجة إعلامية وسط المجتمع الألماني، منهم من نجحوا في مجالات مختلفة سياسيا واقتصاديا ومنهم تسببوا لألمانيا في أزمات، دفعت الرأي العام الألماني إلى متابعة أخبارهم عبر وسائل الإعلام. أحدت المغربي حراش البكاي ضجة إعلامية في ألمانيا منذ ظهوره في فيدو مسجل سنة 2009 يهدد فيه بتنفيذ هجمات على ألمانيا.. منذ ذلك الوقت، تجندت المخابرات الألمانية لاعتقال البكاي، الذي يتوفر على الجنسية الألمانية، حيث يُصنَّف من قبل وسائل الإعلام باعتباره «المطلوب رقم واحد للمخابرات الاتحادية الألمانية». نبشت صحف ألمانية في حياة البكاي وأشارت في حديثها عن الشاب الذي تصدّر صفحات الجرائد الأولى، إلى أنه يتحدر من شمال شرق المغرب، حيث ولد سنة 1977، ثم انتقل، رفقة عائلته، إلى ألمانيا في أواخر 1981، وتحديدا إلى منطقة «غاين هالد» وتقدم، سنة 1997، إلى مكتب السلطات الاتحادية الألمانية بطلب الحصول على الجنسية الألمانية، وتمكّنَ في السنة ذاتها من الحصول على الجنسية المزدوجة. أوردت صحيفة «دي فيلت» المحافظة، استنادا إلى معطيات الشرطة الاتحادية، أن البكاي سبق أن زار العراق سنة 2003 عبر الحدود العراقية -الأردنية، وكان ينتمي الى مجموعة من «المجاهدين»، حيث اشتبكت مجموعته مع وحدة عسكرية إسرائيلية في الحدود الفلسطينية الأردنية. وذكرت الصحيفة ذاتها أنه سبق أن زار منطقة «وازيرستان»، الباكستانية، ومناطق في أفغانستان والتقى بأبي عبيدة المصري، حسب الصحيفة المذكورة دائما. واستنادا إلى وسائل إعلام ألمانية أخرى، فقد وضعت السلطات الألمانية أعينها على تحركات المغربي البكاي منذ سنوات، وقالت وسائل الإعلام، استنادا إلى معطيات المخابرات الألمانية، إنه غادر ألمانيا وتُجهل وجهته منذ سنة 2007. وتشير الصحف إلى أن البكاي تابع دراسته الجامعية العليا وحصل على دبلوم مهندس في الاقتصاد، حيث تأثر بأفكار التطرف وجعل من المواقع الإلكترونية الجهادية وسيلة لترويج أفكاره المتطرفة، مما دفع بالمخابرات الألمانية إلى أخذ أشرطة البكاي على محمل الجد، حيث تزامنت أشرطته التي دعا فيها إلى شن هجمات على ألمانيا مع الانتخابات التشريعية لسنة 2009، والتي حملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الحكم، للمرة الثانية. جعل البكاي من الانتخابات فرصة مواتية لتهديد ألمانيا وظهوره في أشرطة فيدو، حيث كان مطلبه الرئيسي هو سحب القوات الألمانية من أفغانستان مقابل عدم تنفيذ هجمات دموية على ألمانيا، وهو ما دفع السلطات الألمانية إلى نشر قواتها في المطارات ومحطات القطارات، وقد ارتدت عناصرها أقنية واقية ومُدجَّجة بالرصاص وأسلحة نارية، كما بثت القنوات التلفزية الألمانية أشرطة الفيديو وأكدت أنه أحد القادة الرئيسيين لتنظيم القاعدة في ألمانيا، والتقى بقيادات تستقر في باكستان وأفغانسان، حيث كان مواليا لهذه القيادات. وأشارت وسائل الإعلام، التي تناقلت جلها أخبار حراش البكاي، وفقا لبيانات الشرطة الاتحادية، إلى أن تهديدات البكاي ومنظمات إسلامية أخرى شكلت مرحلة جديدة لألمانيا للتعامل مع قضايا الإرهاب وملاحقة عناصره، الذين ينتمون إلى جنسيات من العالمين العربي والإسلامي. دفعت تهديدات البكاي، حسب وسائل الإعلام، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية، يواخيم هيرمان، إلى مناشدة السلطات الأمنية والمواطنين اتخاذ المزيد من إجراءات الحذر والحيطة، بعدما طالب البكاي السلطات الألمانية، في شريطه الصوتي، بسحب القوات الألمانية من أفغانستان وإلا فإن الانتخابات ستعرف هجمات إرهابية. اهتمت وكالة الأنباء الألمانية «دويتشه بريسه أغنتور» بالخبر، وقالت إن البكاي كان يقطن في مدينة بون الألمانية، وقالت مصادر الشرطة إن البكاي، الذي تحدث في شريط الفيديو الذي حصلت القناة الأولى للتلفزيون الألماني (إي. آر. دي) على نسخة منه، هو مواطن ألماني من سكان مدينة بون الألمانية له ميول إسلامية متطرفة. قال البكاي، الذي يثقن اللغة الألمانية، جملة مؤثرة حول الانتخابات البرلمانية التي أوصلت أنجيلا ميركل إلى الحكم: «إذا قرّر الشعب مواصلة الحرب، فإنه يكون قد أصدر حكمه، والانتخابات البرلمانية هي السبيل الوحيد أمام الشعب الألماني في تشكيل سياسة البلاد». وأضاف أن «انسحاب آخر القوات الألمانية من أفغانستان يعني، أيضا، انسحاب آخر المجاهدين من ألمانيا». وقالت السلطات الألمانية، وفق بيانات الشرطة الاتحادية، إن البكاي مواطن ألماني من أصل مغربي ومعروف للجهات الأمنية، حيث سبق أن ظهر في عدد من أفلام الفيديو الدعائية التي يبثها تنظيم القاعدة على شبكة الأنترنت منذ بداية العام، ودفعت هذه التهديدات الإرهابية إلى مراجعة عدد من الإجراءات في المطارات والموانئ الألمانية.