تمكن طفل مصاب بنوع نادر من مرض السرطان يدعى «اللوكيميا الحادة» من اجتياز امتحان السادس ابتدائي داخل مستشفى الأطفال بالرباط، لم يثنه عن ذلك مرضه المزمن، الذي اكتشفه في وقت متأخر قبيل إجراء الامتحانات الابتدائية بشهر واحد فقط، ولا بعده عن مدينة تاونات حيث كان يتابع دراسته، فتمكن الطفل من الحصول على معدل متفوق، بعد الإعلان عن النتائج النهائية يوم الأحد، التي تزامنت مع إطفائه شمعته الثانية عشرة. وأكد الطفل أحمد فطواكي، الذي زارته «المساء» في غرفته داخل مستشفى الأطفال بالرباط، حيث يتلقى علاجه، أنه اجتاز الامتحان في ظروف مواتية، داخل قاعة خاصة للتدريس بالمستشفى، وتمكن من التفوق. وأضاف أحمد أنه رغم صراعه مع المرض يرفض أن يكرر السنة الدراسية، مما دفعه إلى تقديم طلب إلى إدارة المستشفى للسماح له بمغادرة المركز في فترة الامتحان، غير أن الطبيب المشرف على علاجه رفض ذلك لأن حالته تتطلب عناية خاصة يستحيل معها المغادرة قبل نهاية فترة العلاج. وأمام إصرار التلميذ على ضرورة اجتياز الامتحانات، اضطرت إدارة المستشفى إلى الاتصال بأكاديمية الرباط لإيجاد حل مناسب، حسب ما أكده الدكتور محمد الخطاب، رئيس مصلحة الأورام والسرطان بمستشفى الأطفال ابن سينا والمشرف على علاج الحالة، في تصريحه ل«المساء»، مشيرا إلى أن أكاديمية الرباط قامت بمجهود خاص من خلال التنسيق مع وزارة التربية الوطنية التي لم تتردد بدورها في التنسيق مع أكاديمية تازةالحسيمة، فتمكن الطفل من اجتياز امتحانه في ظروف ملائمة وفقا للمعايير القانونية والإدارية. وأضاف الخطاب أن الطفل أحمد يعد أول حالة تجتاز الامتحان داخل مستشفى الأطفال، موضحا أن أحمد استطاع تحقيق أمنيته رغم معاناته مع المرض والعلاج، خاصة أن مرض «اللوكيميا الحادة» الذي أصيب به يعد من أخطر أنواع سرطان الدم على الإطلاق، حيث لا تتعدى نسبة علاجه في المغرب 40 في المائة.