رغم الصراع مع المرض، وحالات الاختناق، التي تنتابها من حين إلى آخر، أبت عائشة الجابري إلا أن تجتاز الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا، علوم اقتصادية، بمدينة الرباط، بعد أن فاتتها فرصة اجتياز الدورة الأولى، لتدهور حالتها الصحية. عائشة خلال اجتياز الامتحان (خاص) تعاني عائشة (18 سنة) مرضا عضالا (أورام سرطانية) منذ ثلاث سنوات، لكنها تعتبر الحصول على شهادة الباكالوريا انتصارا على المرض. ذكية ومجدة ومثابرة، والكل في ثانوية الليمون يقتدي باجتهادها ومثابرتها طيلة السنة، رغم المعاناة اليومية مع المرض، الذي فتك بحسدها النحيف. هي دائما مبتسمة، لم تفقد الأمل في الحياة، وتعتبر المرض "ابتلاء من الله"، وهي تدعو ليل نهار أن يمنحها الله القوة والصحة من أجل الحصول على شهادة الباكالوريا بميزة حسن جدا، وولوج الجامعة، والحصول على أعلى الشهادات. يقول والد عائشة إنها أصيبت بانهيار عصبي، بعد انتهاء امتحان الدورة الأولى، ولامت نفسها لعدم تمكنها من اجتياز الامتحان، لكنه طمأنها بإمكانية اجتياز الدورة الاستدراكية. حصلت عائشة، في السنة الماضية، على معدل جيد في السنة الأولى من الباكالوريا (14.50) تخصص علوم اقتصادية ، ومنعتها ظروف المرض من اجتياز الدورة العادية هذه السنة، ما جعلها تعبر بإصرار كبير عن رغبتها في اجتياز الدورة الاستدراكية ،التي انطلقت الاثنين الماضي، وعملت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلا زمور زعير على تلبية طلب عائشة، كي تحقق حلمها بالحصول على شهادة الباكالوريا. أمام رغبة عائشة باجتياز امتحان الباكلوريا، أخبر والدها مديرة الأكاديمية، التجانية فرتات، التي ساعدتها، ووفرت لها الظروف الملائمة لاجتياز الامتحان، بدءا بالمؤسسة التعليمية، حيث تدرس، والتحدث مع الأساتذة، وانتهاء بتوفير فضاء لاجتياز الامتحان بأحد أقسام مصحة الأزهر، في مقاطعة حسان. اتخذت كافة الاحتياطات لضمان ظروف مواتية لاجتياز الاختبار، عملا بما تقتضيه مذكرة تكييف الامتحانات، الصادرة من طرف الأكاديمية، وما تنص عليه من إعمال المرونة اللازمة لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من اجتياز الاختبارات الإشهادية في ظروف تتناسب وحالاتهم، إذ بلغ عددهم في أكاديمية الرباط 59 حالة، تتوزع بين مختلف الإعاقات والوضعيات، وتتوزع أيضا بين الأسلاك الثلاثة، الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي. وفضل الطاقم الطبي المشرف على علاج عائشة أن تجري امتحان الدورة الاستدراكية بالمصحة المذكورة، نظرا لحالتها الصحية الحرجة، خاصة أنها تحتاج في أي لحظة، مادة الأوكسجين، بسبب توقف التنفس. اجتازت عائشة الامتحان في ظروف صحية جيدة، وينتظر والدها، بفارغ الصبر، سماع خبر النجاح وتحقيق أمنيتها، حتى تستعيد صحتها.