سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجامعي: اليوسفي منع «لوجورنال» بأمر من أزولاي والاتحاديون خاضوا ضدنا حملة لا أخلاقية قال إنه لو كان لنا قضاء نزيه لكان المسؤول عن كذبة «بترول تالسينت» في السجن
بوبكر الجامعي، صحافي شاب جاء إلى مهنة الصحافة من عالم المال في مرحلة حساسة جدا طبعها انتقال الحكم من الحسن الثاني إلى ابنه محمد السادس. يكشف الجامعي، الذي كان صوتا مزعجا لرجال السياسة ورجال الدولة على حد سواء، كيف أسس بنك «أوبلاين» وهو ابن 25 سنة، قبل أن يتركه ليتبع حرفة أبيه ويؤسس أسبوعية «لوجورنال» التي منعها الزعيم الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي مرتين، بعدما نشرت حوارا مع رئيس «البوليساريو» ورسالة للفقيه البصري أظهرت اليوسفي ك «انقلابي متآمر»، ليرد على مؤسسيها قائلا: «قطعت أرجلهم لكي لا يمشوا أبعد مما قاموا به». فوق كرسي «المساء»، يفتح الجامعي علبة أسرار أسبوعيته وعلاقتها بالأمير مولاي هشام وهشام المنظري وفؤاد عالي الهمة وأزولاي وإدريس البصري وحميدو لعنيكري وسميرة سيطايل وآخرين، كما يكشف خفايا مثيرة حول ملفات أقامت الدنيا وشغلت الناس ووضعت صناع القرار في حرج حقيقي، مما اضطرهم بعدها إلى إشهار الورقة الحمراء في وجه هذه الأسبوعية المثيرة للجدل. - في غشت 2000، أعلن عن اكتشاف البترول في تالسينت، وهو ما نفيتموه في الحين؛ على أي أساس بنيتم قناعتكم بأن بترول تالسينت مجرد كذبة، كما سيتبين بالفعل لاحقا؟ أنجزنا تحقيقا توصلنا من خلاله إلى أنه لا وجود للبترول في تلك المنطقة، كما توصلنا إلى أن أحد الشخصيات النافذة، ويسمى مولاي عبد الله، كان يريد الاستيلاء على البترول الذي ظن هو ومن معه أنهم عثروا عليه. - كيف ذلك؟ كل ما في الأمر هو أن علي عمار حصل على وثيقة، عبارة عن رسالة بعث بها مولاي عبد الله إلى شركة تنقيب عن البترول في تكساس اسمها «سكيدمور»، وهي التي تتفرع عنها شركة تنقيب مغربية اسمها «لونستار إينيرجي» كان مولاي عبد الله هذا ومجموعة من أصدقائه، ومنهم محمد بن سليمان زوج أخت مولاي هشام، شركاء فيها. يا سبحان الله، لاحظ كيف يظهر البترول في المغرب وكيف أن من يعثر عليه هي شخصيات نافذة. - وما وجه الاعتراض عندك على هذا الأمر؟ هؤلاء هم الذين أفسدوا سياسة الخوصصة التي كانت في بدايتها ناجحة في عدة جوانب، وتسببت في عواقب اجتماعية وخيمة من قبيل ما حدث لمعمل «إيكوز» للنسيج في قصبة تادلة. - لنعد إلى مضمون الوثيقة التي حصل عليها علي عمار.. هي رسالة بعث بها قريب الملك، مولاي عبد الله، إلى المسؤول عن شركة «سكيدمور» الأمريكية، واسمه غاستين، يقول له فيها إن الامتيازات الضريبية المتعلقة بتنقيبكم عن البترول في المغرب سوف يصادق عليها البرلمان. وفي نهاية الرسالة يفسر له السبب الكامن وراء ذلك، حين يقول: ولكن حصة الشركة التي سبق أن حددتموها في 8 في المائة لم تعد كافية، وعليكم رفعها إلى 12 في المائة. - تقصد شركة مولاي عبد الله؟ نعم. وهذه العملية، لو كان لدينا قضاء يتوفر على غرام من النزاهة لكان مولاي عبد الله هذا قضى ليلته في السجن يوم نشرنا الوثيقة، لأن ذلك يعتبر استغلالا للثقة. كما أنه كان على القصر أن يتبرأ مما جاء في الوثيقة. - ستسوء أيضا علاقتكم بحكومة اليوسفي الذي سيمنعكم للمرة الثانية، بعد حوالي ثمانية أشهر على المنع الأول الذي أعقب حوارك مع محمد عبد العزيز.. ما يؤسف أكثر هو أن يمنعنا اليوسفي بأمر من أزولاي، وهذا ما أكده المحامي محمد النويضي، في حواره مع موقع «لكم»، حيث قال إن المستشار الملكي أندري أزولاي هو من اتصل باليوسفي وقال له: امنع «لوجورنال». والنويضي كان حينها عضوا في ديوان الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي. ولم يكتف الاتحاديون بمنعنا مثلما فعل «المخزن»، بل خاضوا حملة لا أخلاقية ضدنا، فما كتبته جريدتا «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبيراسيون» عنا لم يسبق لأحد أن قاله فينا. - من قبيل أنكم كنتم مسخرين من طرف القصر لإفشال تجربة التناوب؟ الفكرة التي تكرست لدى بعض الاتحاديين هي أن القصر كان يقيس بنا نبض الشارع وكان يستعملنا لتصفية حساباته، وكانوا يقولون عندما ننشر شيئا فيه انتقاد لهم: «واش هاذ لبراهش غير جاو وولات فيهم هاذ الزعامة»، حيث كانوا يعتبرون أن القصر الملكي هو من يحرضنا على انتقادهم، لكن لم تكن لديهم الجرأة على كتابة هذا، بقدر ما كانوا يتعرضون لأعراضنا بكثير من الوقاحة وقلة الأدب. - كيف؟ وصلت الوقاحة بجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، التي كان مدير نشرها حينئذ هو الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي، إلى أن تكبت عنا مقالا وقعه محمد بوبكري، يقول فيه، بعد الحوار الذي أجريته مع محمد عبد العزيز: «لقد أدخلوهم تحت خيمة وفضوا بكارتهم»، كما كتب عنا محمد الكحص، الذي يعتبر نفسه مثقفا: «المسؤولون عن «لوجورنال» أولاد...» (أي أبناء عاهرات). وقد كان بإمكاننا أن نرفع دعوى ضد مدير الجريدة عبد الرحمان اليوسفي، لكننا ترفعنا عن ذلك، كما ترفعنا عن الرد عليهم بنفس الأساليب المنحطة. - مسألة تداول الاتحاديين وغيرهم لفكرة قربكم من القصر الملكي تكرست بقوة بعدما راج أن الحسن الثاني كان يريد شراء مطبعة لكم.. كون الحسن الثاني كان يريد اقتناء مطبعة ل «لوجورنال» مسألة حدثنا عنها المستشار الملكي أندري أزولاي وادريس البصري، كما تحدث فؤاد عالي الهمة في نفس الموضوع مع فاضل العراقي. - هذا يعني أن الاتحاديين لم يكونوا يهاجمونكم من فراغ؟ الذين كانوا يتهموننا في وقت من الأوقات بخدمة القصر أجد في كلامهم الكثير من الصواب. فمن ناحية، نحن لم يسبق لنا أن تلقينا ولو درهما واحدا من القصر الملكي، لكننا كنا نخدم الملكية بطريقة من الطرق، من خلال إعطاء الانطباع بأن الملكية في المغرب تسمح بوجود صحافة مستقلة جريئة وذات توجه نقدي، بالإضافة إلى اعتقادنا في ذلك الوقت بأن القصر في طريقه إلى خلق مناخ من الانفتاح قد يقود إلى الديمقراطية، مع أن الحسن الثاني لم يسبق أن كان ديمقراطيا. - كيف ذلك؟ أنا أؤمن بأن الملكية هي تركيبة إنسانية وليست مقدسة، المقدس والمهم هو الشعب المغربي ومصالحه، فإذا كانت الملكية هي نمط الحكم الأنجع لتحقيق سعادة واستقرار المغاربة فمرحبا بها، وإذا كان نمط آخر من الحكم هو الكفيل بتحقيق ذلك فمرحبا به، وليس كما أصبح عبد الإله بنكيران يردد باستمرار من أن الملكية كانت دائما موجودة في حياة المغاربة.. لا، الملكية لم تكن دائما هي نظام الحكم في المغرب، كما لم يكن الإسلام كذلك، وإذا كنت أنا كإنسان مسلم أفكر بهذا المنطق فسأكون متفقا مع حق سكان مكة في رفض الإسلام بمنطق أنهم كانوا دائما يعبدون اللات والعزى، هذا هو منطق الذين قالوا: «هذا ما وجدنا عليه آباءنا».