أرخى الصراع الدائرة رحاه بين حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعبد الواحد الفاسي، حول زعامة حزب الاستقلال، بظلاله على الاجتماع الجهوي، الذي نظم بالقنيطرة، لمناقشة مشروع المسودة التي تم إعدادها بخصوص تقييم الأداء الحزبي. وقاطع أنصار شباط هذا اللقاء، الذي أطره العربي الشرقاوي، عضو اللجنة المركزية للحزب، ورئيس لجنة تقييم الأداء الحزبي، المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس عشر لحزب الاستقلال، باعتبار أن القيادي المذكور محسوب على الجناح المناصر لنجل مؤسس الحزب علال الفاسي. وكان من المفترض أن يحضر أشغال هذا الاجتماع، الذي عُقد نهاية الأسبوع الماضي بمقر فرع الحزب بالقنيطرة، أعضاء اللجنة المركزية للحزب وأعضاء المجلس الوطني والمفتشون والكتاب الإقليميون ومناضلو حزب الاستقلال بجهة الغرب الشراردة، بعدما وُجهت إليهم الدعوة بواسطة نداء نشرته جريدة الحزب على صدر صفحتها الأولى، إلا أن أغلب هؤلاء فضلوا مقاطعة هذا اللقاء الجهوي، باستثناء المفتشين الإقليميين للحزب، وبعض المناضلين، الذين طالبوا، خلال هذا اللقاء، بتصحيح الوضع الحزبي بالقنيطرة، وتطهير مؤسسات الحزب من المفسدين والوصوليين المعروف عنهم استفادتهم من الريع النقابي. وبدا العربي الشرقاوي، العضو القيادي في حزب الميزان، غاضبا من هذه المؤامرة التي استهدفت نشاطه، حيث وجد نفسه يخاطب حضورا لم يتجاوز عدده الثلاثين، مع أن اجتماعا للمكتب الإقليمي للحزب عقد في صباح اليوم نفسه، وحضره جل أعضاء المكتب، بمن فيهم البرلماني محمد العزري وعبد الله الوارثي، الكاتب الجهوي، لكنهم تخلفوا جميعا عن حضور اللقاء المذكور الذي تلا اجتماعهم، ولم يبذلوا أدنى جهد للتعبئة له، بعدما اعتبر بعضهم هذا النشاط حملة دعائية سابقة لأوانها يقودها الشرقاوي لفائدة عبد الواحد الفاسي المرشح لمنصب الأمانة العامة. وقال الشرقاوي، في رسالة مبطنة إلى عبد الله الوارثي، الذي يقود تيار المقاطعة، إن المفروض في المسؤول الحزبي أن يكون محايدا ومخلصا لقيم الحزب وليس للأشخاص، وحريصا على تطبيق مبادئه واحترامها، مؤكدا على أن الحزب ليس ضيعة في ملك أحد. وزاد موضحا أن «حزب الاستقلال بحالو بحال الزاوية، عندو باب واحد، واللي بغا ينقز غادي يجبيها فراسو، واخا شي وحدين راه نقزو شحال هادي وسَكْتو عليهوم حتى وَحْلُو فيهوم». ودعا رئيس لجنة تقييم الأداء الحزبي، الذي يعد أحد مؤسسي حركة 11 يناير لإحياء «الفكر العلالي» ورد الاعتبار لمبادئ الحزب الحقيقية، شباب الحزب إلى اللجوء إلى القضاء للتصدي للخروقات القانونية، خاصة بعدما أثار أحدهم عدم قانونية الإعلان عن انعقاد المؤتمر الإقليمي في 10 يونيو القادم، في وقت لم يعقد مكتب الفرع المحلي مؤتمره بعد، رغم أنه تجاوز مدة ولايته القانونية بثمان سنوات. واستنكرت جهات حضرت هذا اللقاء لجوء بعض الأطراف الملطخة يدها بجرائم الفساد الانتخابي إلى نهج ما وصفته بأساليب الغدر والخيانة بحثا عن موقع حزبي زائل، وقالت إن ما حصل دليل على ما يعرفه الحزب من إفلاس بالقنيطرة، وبرهان قاطع على صورية المؤسسات، وختمت قائلة: «فاش كاتكون الزرود والفلوس دايرة، المقر ديال الحزب كايكون عامر، ولا بلاصة خاوية».