يتجه نحو 750 مؤتمرا للحسم، غدا السبت، في موعد عقد المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال، مع احتمال حدوث مفاجئات لا تقل قيمتها عن خروج حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية للحزب وزعيم ذراعه النقابي من التنافس على خلافة عباس الفاسي في الأمانة العامة لحزب" الميزان" في حين يعتبر استقلاليون أن تحديد موعد المؤتمر إعلان عن هوية الأمين العام الجديد. وعلم لدى مصدر استقلالي جيد الاطلاع، أن شباط، الذي أبدى نيته في دخول حلبة التنافس أمام نجل علال الفاسي، عبد الواحد الفاسي، لخلافة عباس الفاسي، يعتبر أن فشل أتباعه من أعضاء برلمان الحزب في كسب "معركة" التعجيل بعقد المؤتمر قبل الانتخابات الجماعية، سيفرض عليه رفع الراية البيضاء أمام منافسه، ما من شأنه أن يقود نحو التوجه إلى المؤتمر بمرشح وحيد، ما لم يقدم مرشح "نضالي" لإضفاء نوع من التنافس الديمقراطي على المؤتمر، حسب المصدر. ودشن شباط، منذ انطلاق أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي يترأسها توفيق احجيرة، ما وصف ب"حملة تعبئة" واسعة لاستمالة المؤتمرين نحو صفه، الداعي إلى التعجيل بعقد المؤتمر. ورفع شباط، يقول مصدر" المغربية"، إيقاع "الحملة" مع بدء العد العكسي لانعقاد الشوط الثاني للبرلمان غدا السبت، في مقر الحزب وسط الرباط، إذ بادر إلى الاتصال بعدد من الشخصيات المؤثرة، سواء في صفوف القطاعات النقابية، التي يتزعمها أو بالتنظيمات الموازية، كالشبيبة الاستقلالية، ومنظمة المرأة الاستقلالية، فضلا عن مفتشين لهم نفوذ على مؤتمري جهاتهم. وبينما يزعم مقرب من شباط أن الأخير بات يجر وراءه، إلى حدود أول أمس الخميس، نحو 300 مؤتمر، أزيد من 100 منهم من جهة فاس وحدها، ذكر مصدر رفيع المستوى بقيادة الحزب أن شباط فقد دعم "القطب" السوسي، علي قيوح، وقاعدة واسعة من تيار "القطب" الصحراوي، حمدي ولد الرشيد، لفائدة الجناح المطالب بتأخير عقد المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات الجماعية، ما يخدم مصالح منافسه، عبد الواحد الفاسي، يوضح المصدر. وأكد المصدر ذاته أن ما أضحى يسمى ب"جناح التأجيل" يدور في فلكه عدد من الوزراء القدامى والجدد، ويسنده منطق المصاهرة والعائلة، وما تملكه من نفوذ الحسم في تعيينات الدواوين، مع ما لذلك من تأثير مباشر أو غير مباشر على إرادة قاعدة محترمة من المؤتمرين في حسم الأمور لفائدته. جدير بالذكر أن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يبلغ عدد أعضائه 750 عضوا، 400 منهم يمثلون المفتشيات الإقليمية والجهوية ويضاف إليهم أعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء الفريق الاستقلالي في البرلمان بمجلسيه وأعضاء اللجنة المركزية والمفتشين، إلى جانب ممثلين عن الروابط المهنية الاستقلالية كالرابطة الاستقلالية للمحامين والمهندسين.. ويتوقع أن يدافع تيار شباط، غدا السبت، عن خيار عقد المؤتمر قبل الانتخابات، ويوضح مصدر حزبي أن ذلك "ليس احتراما لمقتضيات القانون الأساسي للحزب، وإنما خوفا من فقدانه عمودية فاس عقب الانتخابات الجماعية التي يتغذى منها نفوذه الحزبي، وهو ما يطمح إليه خصومه". بالمقابل يضيف مصدر "المغربية"، سيطالب عباس الفاسي، الأمين العام للحزب المنتهية ولايته، ب"التعجيل بعقد المؤتمر كما سبق أن صرح، ليرفع تيار "التأجيل" شارة الرفض والضغط نحو التصويت على خيار التأجيل، متذرعين بأن مصلحة الحزب تقتضي خوض الانتخابات أولا تحت مظلة عباس الفاسي، وبعدها، يعقد المؤتمر".