لم يكتب لاجتماع إقليمي لحزب الاستقلال، في القنيطرة أن يكتمل، بعد خلاف حاد، ما ينذر أن حرب الكتابات الإقليمية لحزب الميزان اشتعلت، في أفق مؤتمر حزب الميزان. واتهم مسؤول حزبي مقرب من الأمين العام لحزب الاستقلال، عباس الفاسي جهات لم يسمها بمعاداة الحزب، وتحريك نعرات الخلافات في صفوفه لقضاء مآربها، وذلك على خلفية دخول مناضلين استقلاليين في "تشابك بالأيدي"، ما أجهض الاجتماع الذي ترأسه، أول أمس الأحد، بالقنيطرة، عضو اللجنة التنفيذية، عبد الله البقالي. وبينما أعادت مصادر متطابقة، حضرت الاجتماع المخصص للكتابة الإقليمية للحزب المذكور في القنيطرة، العراك إلى رفض أحد أبطاله طرده من قبل المفتش الجهوي للحزب عبد الله البقالي، نفى مسؤول محلي بارز ل"المغربية" وقوع تشابك بالأيدي، قبل أن يصف المناضل المطرود، ب"المقرقب". وبرر المسؤول المذكور، في تصريح ل" المغربية"، استناد البقالي في قرار طرد المناضل الاستقلالي، على خروج المعني عن آداب الاجتماع، وتطاوله على مسؤول حزبي يحمل صفة عضو اللجنة التنفيذية ومفتش جهوي، وقال "لذلك أزكي طرده"، في وقت نفت مصادر "المغربية" تلك الاتهامات، مشددة على أن "البقالي قمع هذا المناضل المشهود له بغيرته على الحزب وحسن سلوكه وقطع مداخلته التي عرت جزءا من حقيقة الحزب إقليميا فحصل ما حصل". وأوضحت المصادر أن البقالي عندما قال للمناضل "اخرج أنت مطرود" في تجسيد صارخ لأزمة الديمقراطية الداخلية بالحزب وفق وصفها، رد عليه الأخير، بحرقة المظلوم والمضطهد في التعبير عن أرائه بكل حرية، بقول يفيد أنه ليس في بيته، ليرفع المفتش الجهوي اجتماع الكتابة الإقليمية الذي يندرج في سياق تفعيل هياكل الحزب في أفق التحضير للمؤتمرات الإقليمية والجهوية المؤهلة للمؤتمر الوطني السادس عشر. وكانت اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر 16 لحزب الاستقلال، التي يترأسها توفيق احجيرة، أوصت قبل أسبوعين بالرباط، بالتعجيل بعقد المؤتمرات الإقليمية، ليكون متم ماي المقبل. بعدما رفعت أصوات مطالبة بتوصية اللجنة على "المحاسبة أولا، وتنزيل مبدأ الديمقراطية الداخلية، حتى لا يفلت المتورطون إقليميا في الإساءة إلى الحزب خلال انتخابات 2011 من المحاسبة، وجعل المؤتمرات الإقليمية محطة للنقد الذاتي وتصحيح الوضع الحزبي القائم". يذكر أن حميد شباط، قائد الذراع النقابي لحزب الاستقلال، سبق أن قال إن "الحزب، رغم تاريخه العتيد، ما زال يعاني معيقات في التنزيل الكامل لخيار الديمقراطية الداخلية في تدبير شؤونه، وصنع قراراته وفض خلافاته".