نجح فريق المغرب التطواني في انتزاع لقب أول بطولة «احترافية» لكرة القدم، عقب تفوقه أول أمس الإثنين، في ختام الجولة الثلاثين والأخيرة من منافسات أول بطولة «احترافية» على الفتح الرباطي بهدف لصفر. لم يكن فوز المغرب التطواني باللقب مفاجئا.. لقد استحق الفريق التتويج بالنظر إلى الأداء الذي قدمه طيلة الموسم، فقد كسر كل الأرقام، فهو الفريق صاحب أكبر عدد من الانتصارات(17)، كما أنه صاحب أقل عدد من الهزائم(3)، ويتوفر على أقوى خط هجوم(41) وأقوى خط دفاع(13)، لذلك، كان فوزه بلغة الأرقام مستحقا. أما على مستوى الأداء، فإن الفريق تميز بأسلوب خاص، طبعه المدرب عزيز العامري ببصمته الخاصة. من مفارقات فوز المغرب التطواني بأول لقب في تاريخه، وبأول بطولة «احترافية» للدوري المغربي، أنه كان آخر فريق ينال رخصة المشاركة في البطولة «الاحترافية»، فقد رفض ملفه في الوهلة الأولى وبات الفريق مهددا بالسقوط إلى القسم الثاني، قبل أن يلجأ إلى مرحلة الاستئناف ويحصل على رخصة المشاركة. فوز المغرب التطواني هو دليل على أنه إذا كانت هناك رغبة في العمل وإرادة حقيقية لإثبات الذات فإن أي فريق يمكن أن ينجح في مهمته. وإذا كان المغرب التطواني دخل تاريخ البطولة المغربية من أوسع الأبواب، فإن المفروض أن يحافظ الفريق على نسقه الموسم المقبل، خصوصا أن مهمة كبيرة تنتظره تحتاج إلى إمكانيات مادية وبشرية مهمة وبرنامج متوسط وطويل المدى، حتى لا يكون الفوز باللقب مجرد حدث عابر. من دروس «نهائي» البطولة تلك الروح الرياضية العالية التي ميزت نهايتها وتصفيق لاعبي الفتح لزملائهم التطوانيين وتهنئتهم، وكذا حرص المدرب جمال السلامي على تهنئة الحكم حتى وفريقه خاسر، وحضوره للندوة الصحفية، حيث لم يفوت الفرصة دون أن يتواصل مع الصحفيين، ويقدم لهم وجهة نظره بخصوص المباراة والبطولة بشكل عام، في الوقت الذي غاب فيه المدرب البطل عزيز العامري، واكتفى بتقديم تصريحات صحفية فوق أرضية الملعب. لقد أكد السلامي بطريقته الحضارية في التعامل، أن الروح الرياضية، تزرع في اللاعبين، وأن المدرب إذا كان متشبعا بها فإنه ينجح في نقلها بسرعة إلى لاعبيه، علما أن التشبع بها يجب أن يظهر في لحظات الخسارة أكثر من لحظات الانتصار. هنيئا للمغرب التطواني بلقب البطولة الأول في تاريخه، وهنيئا للفتح بروحه الرياضية العالية، أما مصيبة الكرة المغربية في رئيس جامعتها علي الفاسي الفهري، فهي كبيرة، وهو الذي فضل الغياب عن أهم مباراة في الموسم.