ستنزل الإثنين ستارة الختام على منافسات البطولة «الاحترافية» لكرة القدم بإجراء مباراة الحسم بين فريقي الفتح الرباطي والمغرب التطواني، والتي ستحدد هوية الفائز باللقب. قبل انطلاق منافسات الموسم الكروي الحالي، لم يكن هذين الفريقين داخل دائرة الترشيحات، فقد كانت أغلب التوقعات تصب في خانتي فريقي الوداد والرجاء، فالأول أنهى البطولة في المركز الثالث، بينما فاز الثاني بلقبها، واستهلا الموسم بمشاركتهما في عصبة الأبطال الإفريقية. أما الفتح والمغرب التطواني فقد كانا خارج توقعات الكثيرين، فالفريق الرباطي أنهى الموسم في المركز السابع، بينما حل المغرب التطواني ثامنا. وإذا كان الفتح منذ فوزه بكأس الاتحاد الإفريقي قبل موسمين أصبح رقما صعبا، إلا أن المغرب التطواني لم يكن أي أحد يرشحه للتنافس على اللقب خصوصا أن مجموعة كبيرة من لاعبي الفريق غادرته إثر خلاف مع المكتب المسير حول مستحقاتهم المالية، كما أنه كان آخر فريق يحصل على رخصة المشاركة في أول بطولة «احترافية»، فإذا به يتحول اليوم إلى منافس على اللقب، إذ لا تفصله عن تحقيق الحلم سوى نقطة واحدة عليه أن يحصل عليها في مباراة الفصل أمام الفتح ليظفر بأول لقب للبطولة في تاريخه. انحسار التنافس حول لقب البطولة بين فريقي الفتح والمغرب التطواني يكشف أيضا أن التنافس لا يمكن أن يظل لصيقا بشكل دائم بين فريقي الوداد والرجاء، وأن هذين الفريقين اللذين يلعبان في كثير من المرات ورقة التاريخ والجمهور وتغيب عنهما استراتيجية العمل عليهما أن يبذلا جهودا مضاعفة، ليكونا في مستوى تطلعات جماهيرهما، فكرة القدم والتنافس على اللقب لا يصنعه التاريخ والشعبية فقط، وإنما العمل الدائم. الفتح والمغرب التطواني أكدا أيضا من خلال وصولهما لهذه المرحلة، أن المدرب المغربي لديه إمكانياته الكبيرة ويمكنه أن يذهب بعيدا إذا وضعت فيه الثقة ووفرت له إمكانيات العمل، فعزيز العامري اليوم يصنع ربيع المغرب التطواني، بل إنه طبع بأسلوبه أداءه، وحوله من فريق بدون هوية في اللعب إلى فريق يمتع، بينما نجح جمال السلامي في إثبات ذاته وفي وضع قاطرة الفريق الرباطي على السكة الصحيحة، وفي مواصلة ما بدأه الحسين عموتة. وإذا كان من المفيد للكرة المغربية أن تتسع دائرة التنافس على اللقب، وأن يعلن عن بطل جديد، فإن الأهم أن يحافظ الفائز على صورته كفريق بطل، وأن يبقى دائما بين المتنافسين على اللقب.