فاز فريق المغرب التطواني، بأول بطولة "احترافية"، أمس الاثنين، على حساب فريق الفتح الرباطي، في المقابلة التي جمعت بينهما بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، والتي انتهت بفوز التطوانيين بهدف لصفر كان كافيا لنيل فريق الحمامة البيضاء لأول لقب له في البطولة الوطنية منذ تأسيسه سنة 1922. خمسة عوامل ساعدت فريق المغرب اتلتيكو تطوان في الفوز بالبطولة الوطنية، لأول مرة، تعيد "هسبريس" ترتيبها لمعرفة مكامن قوة المغرب التطواني الذي يعتبر أول فريق مغربي وإفريقي يلعب في الليغا الاسبانية ويجاور فرقا عريقة مثل الريال والبارصا قبل استقلال المغرب. 1 عرف المغرب التطواني، خلال أول موسم "احترافي" للبطولة الوطنية، استقرارا على مستوى التسيير والإدارة التقنية. حيث منح المسؤولون عن الفريق المساحة الزمنية الكافية للمدرب عزيز العامري ولطاقمه التقني لرسم معامل الفريق وتحديد هويته داخل رقعة الميدان، وترسيخ ثقافته الخاصة في اللعب. عامل الاستقرار الذي اختاره المكتب المسير للفريق التطواني انعكس إيجابا على نتائج الفريق الذي كان يجني ثمار استقراره من خلال النتائج المحققة، وحصد النقاط المتوالية التي كانت تحسن من مركزه في سبورة الترتيب. 2 على خلاف الموسم الكروي الماضي، الذي دوّت فيه فضيحة من العيار الثقيل تفجرّت بعد الاتهامات التي كيلت لبعض لاعبي المغرب التطواني ورئيس الفريق عبد المالك أبرون حول المستحقات المالية وكذا بخصوص بعض المباريات التي اتهم فيها الفريق بأنه تلاعب بنتائجها، خصوصا مباراة أولمبيك آسفي، أعاد المكتب المسير للفريق التطواني ترتيب بيته الداخلي، وتصفية الأجواء، مع رسم إستراتيجية مستقبلية للفريق ككل بالاعتماد على شبّان الفريق ليكونوا الدعامة الأساسية لهذا الموسم، مع ضخ أموال مهمة في خزينة المغرب التطواني ليكون قادرا على مسايرة فرق الصفوة دون مشاكل والتنافس على اللقب بأريحية مالية لا تعيق حلم التتويج. وهي الإستراتيجية التي أعطت أكلها، وبيّنت إلى أي مدى كان المكتب المسير ناجحا في تدبير أمور فريقه. 3 منح المدرب عزيز العامري، روحا وزخما لفريق المغرب التطواني، فغدت شخصية الفريق حاضرة داخل رقعة الميدان، وظهرت اللمسة التقنية والنفسية على اللاعبين من خلال طريقة لعبهم وترابط خطوط الفريق، والحضور القوي للاعبين المبني على الإعداد النفسي الجيد، وكذا تشربهم للخطط التكتيكية المقدمة لهم، كلها عوامل جعلت الفريق بهوية وشخصية انعكست على نتائجه الإيجابية في مسار أول بطولة "احترافية". الفريق، أصبح، أيضا، فعّالا من خلال النتائج الايجابية التي كان يحققها، وهو ما أكده عزيز العامري نفسه في تصريح سابق ل"هسبريس" حينما أكد أن المغرب التطواني لا يعتمد على اللعب الجميل والأنيق فقط بقدر ما أن قوة الفريق ايضا تكمن في فعاليته داخل رقعة الميدان، وحصده للنتائج الإيجابية في ظروف صعبة. تصريح عزيز العامري يمكن استخلاص مضمونه بشكل دقيق من خلال مباراة أمس الاثنين أمام الفتح الرباطي التي لم يكن فيها المغرب التطواني في أحس أحواله لكنه عرف كيف ينهي اللقاء لصالحه باستغلاله لفرصة من بين الفرص القليلة التي أتيحت له في اللقاء، مسجلا بذلك الفوز المهم الذي أمّن له النقاط الثلاث للظفر بلقب أول بطولة احترافية. 4 أظهر الجمهور التطواني أنه معادلة مهمة في اللقب الذي أحرزهم فريقه لموسم 2012/2011. الحضور القوي للجمهور التطواني في مقابلة أمس أمام الفتح الرباطي، والذي فاق ال20 ألف متفرج، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن جمهور الفريق التطواني كان الداعم والمساند لفريقه في أصعب أوقات الفراغ التي مر منها الفريق طيلة الموسم الكروي المنتهي أمس. الأعداد الغفيرة التي حضرت لمركب مولاي عبد الله بالرباط، أو التي كانت ترافق الفريق طيلة مسار البطولة، أو التي كانت تؤثث مدرجات ملعب سانية الرمل بتطوان، شكلت داعما نفسيا قويا للاعبين من أجل تحقيق النتائج الايجابية في أحلك الظروف. وإن كان فريق المغرب التطواني أصبح البعض يلقب ببرشلونة المغرب لطريقة لعبه الجماعي وأسلوبه الخاص في تمرير الكرات القصيرة، فإن الجمهور التطواني بدأ يخلق الحدث من خلاله أسلوبه الخاص في التشجيع الذي يعتمد على الطريقة الاسبانية، بعيدا عن أسلوب جمهور باقي الفرق الوطنية الذي يشجع على طريقة الجمهور بأمريكا اللاتينية. 5 إن كان أغلب المراقبين لا يختلفون في أحقية المغرب التطواني في إحراز لقب هذا الموسم الكروي للبطولة الوطنية، فإن البعض يرجح ظفره بهذا اللقب إلى عوامل أخرى من بينها ضعف الفرق التي عادة ما كانت تنافس على البطولة الوطنية، كما هو الحال مع فريق الوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي والجيش الملكي والدفاع الحسني الجديد وأولمبيك خريبكة. كلها فرق تشكلت في السنوات الماضية من نخبة من خيرة اللاعبين كانت تنافس بعضها على لقب بطولة الدوري، قبل أن يتراجع مستوى هذه الفرق في السنوات الأخيرة فاسحة المجال لفريق المغرب التطواني والفتح الرباطي والمغرب الفاسي للبروز وقلب الطاولة على الفرق الكلاسيكية التي اعتادت الظفر بالألقاب.