الدورة الحادية عشرة من مهرجان «موازين» حطمت الرقم القياسي لعدد الأشخاص الذين تابعوا مختلف الحفلات، والذين قدروا، حسب المنظمين، بمليونين و380 ألف شخص، مقابل 30 مليون مشاهد، تابعوا الحفلات عبر القنوات المغربية الثلاث: الأولى و«دوزيم» و«ميدي 1 تي في». وإذا كانت هذه الدورة قد سجلت نقاطا إيجابية، يعود فيها الفضل إلى التنظيم الأمني المحكم وإلى الحفلات الناجحة التي أحياها عدد من كبار الفنانين أمثال فرقة «سكوربيينز» ومغني الراي الجزائري الشاب خالد، والأمريكي «بيتبول» والمغربي «فيغون»، وغيرهم من الفنانين القادمين من المشرق والمغرب، فإنه يعاب على المنظمين ارتكاب مجموعة من الأخطاء، التي سبق وتكررت في دورات سابقة. ومن جملة هذه الأخطاء، التعامل الذي خص به المنظمون الصحافيين والمصورين المغاربة في اليوم الافتتاحي، عندما انتظروا لساعات قبل الحصول على شارات الاعتماد، ثم ساعات إضافية للحصول على غرفهم في أحد الفنادق، إذ ظهر ارتجال وغياب واضح للتنسيق بين مجموعة من الأطراف، خاصة عندما تم في آخر لحظة تغيير المكان المخصص لإيواء الصحافيين المحليين، علما أن زملائهم من المشرق العربي استُقبلوا بحفاوة وحجزت لهم غرف في أفخم فنادق العاصمة. من خلال ما حصل في اليوم الأول من المهرجان، بدا أن المنظمين مازالوا يؤمنون بفكرة خاطئة، تفيد بأن الصحافة الأجنبية هي من يصنع شهرة وإشعاع «موازين». أما النقطة السلبية الثانية، فكانت في حفل الاختتام بمنصة السويسي، عندما مُنع المصورون من مزاولة مهامهم في حفل ماريا كاري، إذ تم إشعارهم بأنهم سيقومون بالتصوير في ظروف سيئة، من الفضاء المخصص للصحافيين وأصحاب البطاقات الذهبية والتذاكر، علما أنهم ظلوا يعملون طيلة أيام المهرجان من الفضاء المخصص لهم قرب المنصة. وطفت على السطح خلال هذه الدورة، المواقف السياسية للفنانين المشاركين في المهرجان، والطريقة التي تعامل بها المنظمون معها. ودفع الإحراج الذي تسببت فيه بعض المواقف السياسية للفنانين، المدير الفني للمهرجان، عزيز الداكي، إلى التدخل في أكثر من ندوة صحفية للاعتراض على الأسئلة ذات الطابع السياسي، التي كان يطرحها بعض الصحافيين بين الفينة والأخرى. دعاء اللبناني فضل شاكر على الرئيس السوري بشار الأسد من فوق منصة النهضة والمواقف السياسية للسورية أصالة نصري وحديث المصرية أنغام عن الانتخابات الرئاسية في بلدها، أزعجت نوعا ما الجهة المنظمة لمهرجان يراد له أن يكون بعيدا عن كل ما هو سياسي. وتدخل الداكي في الندوة الصحفية لنجم الروك الأمريكي ليني كارفيتز، ليمنعه من الإجابة عن سؤال لأحد الصحافيين، الذي طلب رأيه بخصوص احتمال فوز باراك أوباما بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وعلل الداكي ذلك برغبة مدير أعمال كرافيتز، الذي طلب عدم طرح أي سؤال سياسي على الفنان الأمريكي. وتكرر نفس الشيء في الندوة الصحفية للمغنية ماريا كاري، إذ بدا توتر واضح على المدير الفني للمهرجان بسبب إصرار بعض الصحافيين على جر الفنانين إلى الخوض في مواضيع سياسية، وهو ما كانت اللبنانية نانسي عجرم قد رفضته في ندوتها الصحفية. أما بخصوص الإجراءات التنظيمية، فكانت محكمة على العموم، مع تسجيل أحداث بسيطة، خاصة في حفل الشاب خالد، وكان معظمها بعيدا عن المنصة والفضاء المقابل لها، ثم وجود بعض حالات الإغماء بسبب الاكتظاظ، والتي استدعت تدخلا فوريا لرجال الإسعاف. وسجل خلال هذه الدورة وجود إجراءات أمنية أكثر تشددا من الدورات السابقة، خاصة في حفلي الافتتاح والاختتام، والحفلات التي كان يعرف مسبقا أنها ستجلب جمهورا عريضا، كحفل الشاب خالد و«سكوربيينز»، إذ تم وضع 3 نقط تفتيشية قبل الولوج إلى المكان المقبل للمنصة. وسجلت الدورة ال 11 أيضا حضورا قياسيا للأمراء والسياسيين والمشاهير، بالمقارنة مع الأعوام السابقة، إذ تابع الأمير مولاي الحسن حفل «ماجيك سيستيم» بمنصة أبي رقراق في اليوم الافتتاحي، ثم حفل «بيتبول» بمنصة السويسي في اليوم الثاني من المهرجان، فيما تابعت الأميرة للا سكينة حفل اللبنانية نانسي عجرم بمنصة النهضة، كما سجل حضور للأمير مولاي رشيد في اليوم الختامي، في حفل الأمريكية ماريا كاري. ومقابل غياب وزير الاتصال مصطفى الخلفي، ووزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، شوهد عدد كبير من السياسيين ورجال الأعمال والفنانين في مختلف حفلات هذه الدورة، أمثال وزير الاقتصاد والمالية السابق صلاح الدين مزوار، ووزير الشباب والرياضة السابق منصف بلخياط، ونجل وزير الخارجية السابق، ومدير معهد «أماديوس» إبراهيم الفاسي الفهري، ووزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو، ورئيس فريق «البام» عبد اللطيف وهبي، ووزير النقل السابق ورئيس البرلمان حاليا، كريم غلاب، فضلا عن الرئيس المدير العام لشركة اتصالات المغرب، عبد السلام أحيزون، ونزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية الحالي، وأمينة بنخضرة، وزير الطاقة والمعادن السابقة، وغيرهم.