أثار انفجار قوي وقع الخميس الماضي بجماعة الركادة أولاد جرار موجة من الغضب في صفوف الساكنة المحلية المتضررة من آثاره، وعلى الرغم من بُعد موقع الانفجار بعدة كيلومترات عن مركز الجماعة، فقد سُمع دويه بمقرات الجماعة والقيادة وعدد من دواوير الجماعة وعلى رأسها دوار «النبازرة» الذي يبعد عن موقع الانفجار بحوالي 7 كيلومترات. وفي هذا السياق، قالت تمثيلية المجتمع المدني الركادة، في رسالة مستعجلة موجهة إلى العامل الجديد على إقليمتيزنيت، إن ساكنة أولاد جرار أصيبت بهلع وفزع إثر وقوع انفجار شديد ومروع بأحد المقالع الموجودة بالموقع المسمى (فم تيرت)، وهو ما حدا بتمثيلية المجتمع المدني إلى الاتصال فورا بالسلطة المحلية الممثلة في القائد ورئيس المجلس القروي، قصد التحرك والاستفسار عن سبب هذا الانفجار»، كما انتقلت لجنة إقليمية إلى عين المكان، واكتشفت أن القائمين على المقلع استعملوا 19 مادة متفجرة دفعة واحدة، ما أدى إلى حدوث انفجار ضخم. وحسب مصادر من عين المكان، فإن اللجنة اقترحت عقوبات زجرية على المقلع المذكور تنتظر إجازتها من قبل السلطات الإقليميةالجديدة، وطالبت تمثيلية المجتمع المدني بتدخل عاجل من أجل رفع الضرر الذي لحق بساكنة أولاد جرار المتمثل في التأثير على المياه الجوفية وتشقق المنازل. وطالبوا بعقد دورة استثنائية لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حق المخالفين للقوانين الجاري بها العمل. وكان العشرات من سكان جماعة الركادة أولاد جرار بإقليمتيزنيت، قد احتجوا، قبل أشهر قليلة، ضد الأضرار التي خلفها أحد المقالع بالمنطقة، والتي أثرت سلبا على حياة السكان بخمسة دواوير قريبة منها، ويتعلق الأمر بدواوير «الودادية ، الفرينينة، بعقيلة، تدايغت، الركادة»، كما نظم المتضررون وقفتين احتجاجيتين بودادية الخير، قبل أن تتحول إحداها إلى مسيرة صوب مقر الجماعة القروية، رفعوا خلالها شعارات تندد بتلوث الأجواء وبالضجيج الذي تحثه الآليات الضخمة على مدار الساعة، علاوة على الاهتزازات التي تخلفها المتفجرات المستخدمة في المقلع. وشدد السكان على ضرورة تدخل أعضاء المجلس القروي والإقليمي والسلطات المحلية والإقليمية لإيجاد حل سريع للمشكل، من خلال حث الإدارات المعنية (عمالة الإقليم والتجهيز والمياه والغابات) على تفعيل آليات المراقبة، وتسريع وتيرة إصلاح المخلفات السلبية للمقالع التي يغادرها المستثمرون بعد الاستنزاف الكامل لثرواتها، واستدلوا على ذلك بمقلع مهجور ببلدية الأخصاص، الذي يتحول أحيانا إلى حفرة مليئة بمياه الأمطار، تهدد حياة الساكنة والماشية التي تمر بجنباتها بشكل مباشر. وفي سياق متصل، يشتكي سكان عدد من الدواوير القروية بتيزنيت من تواجد المقالع الحجرية المهجورة على مقربة من سكناهم، لما تشكله من خطر على حياتهم. وقال المتضررون إن السلطات المحلية والجماعات القروية معنية أكثر بمعالجة الإشكال، وبفرض احترام القانون على مستغلي المقالع الذين يرغبون في تركها بعد نفاد مخزونها الاحتياطي من الأحجار المتنوعة، وتساءلوا عن السر وراء عدم إرغام بعض مستغلي المقالع على تسييجها بعد الانتهاء منها. تجدر الإشارة إلى أن إقليمتيزنيت يوجد به 11 مقلعا في وضعية سيئة تستدعي تدخلا عاجلا.