لم يكن الحفل الذي أحيته فرقة «الهارد روك» الأسطورية «سكوربيينز» الأبرز خلال هذه الدورة من «موازين» فحسب، بل اعتبره كثيرون واحدا من أقوى اللحظات في تاريخ المهرجان ككل. واستأثر الحفل باهتمام عدد من الشخصيات المعروفة، التي فضلت متابعته من الفضاء المقابل للمنصة، والمخصص أيضا للمصورين، فيما فضل وزير النقل السابق ورئيس البرلمان حاليا، كريم غلاب، متابعة الحفل برفقة زوجته وأفراد من أسرته، من المكان المخصص لأصحاب البطاقات الذهبية والتذاكر العادية، والذي يتواجد به الصحافيون أيضا، إذ وقف في الخلف غير بعيد عن السياج الفاصل بين تلك المنطقة والفضاء المجاني. وظهر غلاب بزي عادي وهو يرقص ويصفق ويتفاعل مع أغاني المجموعة، التي ألهبت الجمهور الحاضر، والذي فاق عدده 150 ألف شخص، قدموا من مختلف المدن المغربية، بل ومنهم من قدم من دول أوربية مجاورة لمتابعة الحفل، الذي لن يتكرر مرتين، على اعتبار أن الفرقة تقوم بتوديع عشاقها من خلال «جولة الوداع»، التي بدأتها في 2010 والتي تقودها إلى قارات العالم الخمس. وشهد حفل أول أمس ترتيبات أمنية مشددة، إذ تم وضع 3 حواجز تفتيشية قبل الولوج إلى المنصة، كما لوحظ انتشار كبير لرجال الأمن في مختلف فضاءات منصة السويسي، تحسبا لوقوع حالات شغب، علما أن المنظمين عمدوا، استثناء، إلى توسيع الفضاء المخصص لأصحاب البطاقات الذهبية، وتغيير منصة العرض لجعلها تتماشى مع سهرات «الهارد روك»، إذ تمت إضافة ممر عمودي إلى المنصة، جعل أعضاء المجموعة يغنون على مقربة من الجمهور. وباستثناء وجود بعض حالات الإغماء في صفوف النساء، والتي استدعت تدخل رجال الإسعاف بسرعة، ووجود بعض المناوشات البسيطة، لم تسجل أي حالات شغب داخل المنصة. ومنذ ظهر أول أمس الخميس، بدأ يتوافد عشاق «سكوربيينز» وموسيقى «الهارد روك» على محطة قطار الرباط، إذ احتشد العشرات من الشبان بتسريحات شعر غريبة، يرتدون أزياء سوداء، في انتظار قدوم موعد السهرة. وعلى عكس باقي الحفلات التي احتضنتها منصة السويسي منذ اليوم الافتتاحي قبل أسبوع، لوحظ أن حفل «سكوربيينز» حضره عدد لا بأس به من الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الخمسين سنة، والذين عاصروا فرقة «سكوربيينز»، التي بدأت مسيرتها في الستينيات، قبل أن تقرر وضع حد لها بعد أزيد من 40 سنة من العطاء، تخللتها المئات من الجولات الفنية عبر العالم، و14 ألبوما غنائيا. وأدت فرقة «سكوربيينز» أشهر أغانيها، التي ظل يرددها الجمهور الحاضر، ك«ستيل لوفين يو» و«هوريكين» و«ويند أوف تشينج» و«بلاك أوت»، وغيرها. ويذكر أن الفرقة جلبت معها طاقمها، الذي يرافقها في جميع الجولات، من مهندسي الصوت والإضاءة وغيرهم. وبعد الانتهاء من «جولة الوداع»، التي ستستمر إلى مطلع العام المقبل، ستصدر الفرقة شريطا وثائقيا حول هذه الجولة الأخيرة، يحكي بعض كواليس الحفلات التي أقامتها ويعرف بالفرقة وبأعضائها عن قرب، وبمسار المجموعة خلال أربعة عقود.