بعد قرابة أربعة عقود من العطاء في ميدان موسيقى الهارد روك٬ تتأهب فرقة السكوربيونز الألمانية للاختفاء عن الأضواء بإحيائها لحفلات في جولة وداعية كانت الرباط٬ مساء يوم أمس الخميس٬ محطة متميزة فيها. جمهور مهرجان الدورة الحادية عشر لمهرجان الموازين بدوره كان في الموعد وحج بالآلاف إلى منصة الأغنية الدولية ليستمتع بعرض٬ شكل موعدا لن يتكرر في المغرب٬ لأن الفرقة عازمة على الاعتزال٬ مستسلمة إلى التقدم في السن والارهاق المترتب عن التجوال. وفاجأ عميد الفرقة كلاوس ماين الحضور الغفير بتقديمه لتحية بالدارجة المغربية لتستهل المجموعة الحفل بأداء أغنية من آخر ألبوم لها "ستينغ اين ذا تايل" الصادر سنة 2010. ولايزال أداء كلاوس ماين٬ الذي تجاوز الستين من عمره٬ متوقدا حيث أدى رفقة الفرقة أغاني من مختلف ألبومات٬ ممتعا جمهور السكوربيونز الغفير بروائع السبعينات والثمانينات والتسعينات. وفي تجاوب مع جمهور متحمس وواع برمزية هذا الحفل الذي سيبقى خالدا في تاريخ المهرجان٬ غنت الفرقة أغاني ذات طابع هارد روك صرف من قبيل "رايزد اون روك"٬ "بيغ سيتي نايت" و"لوفين يو سانداي مورنينغ" وأخرى هادئة كأغنية "سيند مي آن أينجل" و "ذي بيست ايز يت تو كام" و "ايز ذير ايني بادي ذير". وكانت مهارة ضارب الدرمز جامس كوتك تلهب بين الفقرة والأخرى حماس الجمهور حيث أدى مقاطع ارتجالية على الدرمز٬ وسط المنصة٬ فيما انكشف ظهره موشوما ب "الروك أند رول إلى الأبد". وكما اعتادت الفرقة الألمانية٬ التي اختارت الانجليزية لغة لها٬ أدى عازفا الغيتارة الالكترونية مقاطع ارتجالية مذهلة كما أهدى السكوربيونز لجمهورهم الكبير عصي الدرمز كتذكار للتاريخ. ومع اقتراب الحفل الأسطورة على الانتهاء٬ ستؤدي الفرقة الأغاني التي بفضلها حصدت شهرة وحبا في مختلف بقاع العالم من قبيل "ستيل لوفين يو". وشكلت لحظة غناء "ذا ويند اوف شاينج" (رياح التغيير) ذروة الأمسية٬ فمنذ بداية كلاوس بتصفير اللحن على خلفية شاشات ضخمة تضع كلمات الأغنية في سياقها التاريخي المرتبط بنهاية الحرب الباردة٬ غنى الجمهور الذي يحفظ الأغنية عن ظهر قلب مع الفرقة رافعين أيديهم في جو من البهجة مقدمين بذلك أفضل وداع لفرقة سطرت اسمها بمداد من ذهب في سجل الهارد روك.