تستعد الجماعة الحضرية لطنجة، للتعاقد مع شركة جديدة لتدبير قطاع النقل العمومي عبر الحافلات، بعد جولات من الحوار بين الأغلبية والمعارضة، التي كانت ترفض التمديد للشركة الإسبانية الحالية، والتي خلفت الكثير من الضحايا بسبب حوادثها الناتجة عن السرعة أو تقادم الأسطول، غير أن هاته الأخيرة ستظل مرتبطة بالقطاع، حيث إنها ستكون مساهمة في رأسمال الشركة الجديدة. ويأتي التعاقد مع الشركة الإسبانية الجديدة، بعدما رسا عليها طلب العروض من بين 5 شركات أخرى، إذ ينتظر أن تشرع في العمل انطلاقا من يونيو القادم، حيث إن عقد الشركة الإسبانية الحالية «أوطاسا» سينتهي خلال شهر ماي الحالي، وستعود لتسيير قطاع النقل كمساهم في الشركة الإسبانية الجديدة إلى جانب شركة «أمبريسا مارتن» التي تدبر قطاع النقل بالحافلات بالعاصمة الإسبانية مدريد. ورغم دعم العمدة فؤاد العماري وأغلبيته لشركة «أوطاسا»، إلا أن رفض سكان المدينة وضغط فرق المعارضة داخل المجلس، حالا دون تمديد العقد معها، بسبب «تاريخها الأسود» وعدم وفائها بالتزاماتها، علما أن المكتب الجماعي، كان قد متعها السنة الماضية بعقد مؤقت لسنة واحدة عقب انتهاء مدة العقد الأصلي، وذلك من أجل تجديد أسطولها، لكنها لم تف بالتزاماتها، علما أن تقادم أسطولها الحالي تسبب في حوادث مميتة خلال السنوات الأخيرة. ويأتي الاتفاق على التعاقد مع الشركة الجديدة بعد مسلسل شد وجذب طويل بين المجلس الجماعي الداعم للشركة الحالية، والمعارضة التي كانت ترفض التجديد لها، مما اضطر سلطة الوصاية، ممثلة في ولاية طنجة، للتدخل وعقد اجتماعات بين ممثلي فرق الأغلبية والمعارضة، إلى جانب برلمانيي دائرتي طنجة أصيلة والفحص أنجرة، للتوصل إلى حل وسط يجنب المدينة حالة «البلوكاج» عند انتهاء عقد شركة «أوطاسا» شهر ماي الجاري. وكانت «المساء» قد اتصلت بمسؤول قطاع السير بمجلس المدينة، لكشف سر تفضيل المكتب الجماعي لشركة «أوطاسا»، وأيضا لمعرفة حيثيات التعاقد مع الشركة الجديدة التي تعد «اوطاسا» مساهمة فيها، غير أنه رفض الإجابة بدعوى «أنه غير مخول لذلك». وبموجب العقد الموقع مع الشركة الجديدة، والممتد ل 10 سنوات، فإنها ستوفر أسطولا جديدا من 110 حافلات، تضاف إليها 10 حافلات أخرى كانت شركة «أوطاسا» قد اقتنتها السنة الفارطة، وستكون ملزمة بإضافة 5 حافلات جديدة سنويا طيلة مدة العقد. كما أن دفتر التحملات سيلزمها بتوسيع خطوطها لتشمل مدينة أصيلة وبلدية اكزناية والجماعات القروية. غير أن الشركة الجديدة ستقوم بمراجعة في أسعار التذاكر، حيث ستضيف 50 سنتيما بالنسبة للتذكرة العادية ليصير ثمنها 4 دراهم، كما سترتفع تسعيرة تذكرة الطلبة إلى درهم ونصف، بدل درهم و30 سنتيم. ولا تبدو مجموعة من الهيئات المدنية بطنجة، مطمئنة للشركة الجديدة، بعد علمها بأن شركة «أوطاسا» مساهمة فيها، وهو القلق الذي يعتري سكان طنجة أيضا، حيث إن الحوادث المميتة التي تسببت فيها الشركة، لا تزال راسخة في الأذهان.