نقلت سيدة تبلغ حوالي 50 سنة من العمر، مساء يوم أول أمس، إلى قسم الحروق بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بعد إصابتها على مستوى الظهر نتيجة صراع دموي بين جارين يقطنان عمارة من العمارات «العشوائية» في حي عوينات الحجاج الشعبي بمدينة فاس. وتدخلت السلطات الأمنية لاعتقال 3 أشخاص على خلفية هذا النزاع، الذي ارتبط بخلاف حول بيع أحد سكان العمارة سطحها لشخص آخر ليشيد عليه بدوره شقته السكنية. وكانت الحروق التي أصيبت بها الضحية قد دفعتها إلى الخروج إلى الشارع، وتدخل العشرات من المواطنين لإخماد الحريق الذي شب في جسدها، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية لنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وقالت المصادر إن النزاع بين العائلتين استمر لعدة أيام قبل أن ينتهي بمحاولة إحراق. وطبقا للمصادر، فقد عمد شخص، قدم على أنه يقطن بالخارج، إلى بيع السطح لشخص آخر. وعمد المشتري إلى البدء في أشغال البناء العشوائي، وكانت إحدى العائلتين المتنازعتين تزوده بالماء، وما يحتاجه من أغراض في عملية التشييد، فيما عارضت العائلة التي اتهمت بمحاولة إحراق السيدة، هذا المشروع، ودعت إلى «مقاطعته». وكشفت هذه القضية، مرة أخرى، استمرار استفحال ظاهرة البناء العشوائي في هذا الحي الأكثر كثافة في المدينة، والذي يصنف من أكبر بؤرها السوداء، في ظل ما يسميه السكان تواطؤا للمسؤولين المحليين، من رجال سلطة وأعوانها ومنتخبين، مع أطراف راكمت الأموال الطائلة من وراء هذه العمليات. ويشهد الحي تشييد عمارات «عشوائية» تصل إلى أكثر من خمسة طوابق، على حافات وسفوح، وفوق أرضيات غير مؤهلة للبناء، مما يهدد مستقبلا بكوارث انهيار ستكون صادمة بالنظر إلى الكثافة السكانية للحي. وأمام غياب المراقبة، وتواطؤ جميع المعنيين بالملف، فإن حتى مواد البناء ومتانته تعرف الغش، مما سيؤدي إلى ما تعيشه حاليا بعض الأحياء الشعبية الأخرى بالمدينة، ومنها منطقة المرينيين التي أصبحت عماراتها العشوائية تعرف انهيارات متكررة، حصدت، في السنوات الماضية ضحايا، ومصابين.