كشفت مصادر حضرت اجتماعا جمع بين الطلبة الصحراويين وعدد من الأعيان والبرلمانيين، ل«المساء»، أن قياديين من جبهة البوليساريو دخلوا على الخط وحاولوا إقناع الأطراف المتناحرة، على خلفية المواجهات الدامية الأخيرة التي شهدها الحي الجامعي السويسي 1 بمدينة العرفان في الرباط، بالصلح. وأشارت المصادر نفسها إلى أن محاولتهم تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب الطلبة الصحراويين باءت بالفشل، وأفادت بأن اللقاء -الذي عقدته لجنة الصلح، التي ضمت عددا من البرلمانيين والأعيان، في منزل إحدى الشخصيات التي تعمل في وزارة الداخلية، والذي انطلق في حوالي منتصف ليل يوم الأحد الأخير ولم ينته إلا في حدود الثانية من صباح اليوم الموالي- تمت فيه مناقشة نقط الخلاف التي أشعلت فتيل الصراع بين الطلبة الصحراويين والخروج باتفاق يفضي إلى إبعاد جميع مظاهر العنف والتسيب داخل الحي الجامعي، حيث انتهى الاجتماع بتشكيل لجنة مشتركة بين الطلبة تشرف على تتبع ومناقشة نقط الخلاف بينهما. وأضافت المصادر ذاتها أن طالبا صحراويا يتحدر من مدينة العيون شبه الطلبة الصحراويين ب«الكراكيز»، على اعتبار أنهم يستغلون من طرف جهات لها أهداف تتجلى في تمرير بعض المواقف وتدفعهم إلى إشعال فتيل التناحر بينهم، مضيفا أن الطلبة الذين فطنوا إلى «اللعبة» غادروا المكان ولم يكونوا أطرافا في هذه المواجهات. واستغربت لجنة الصلح الاختفاء المفاجئ للطلبة الذين قادوا المواجهات في البداية، حيث لم يظهر لهم أي أثر. وأكدت مصادر «المساء» أن لجنة الطلبة الصحروايين عبرت، خلال الاجتماع، عن استيائها من الأجهزة الأمنية في مدينة العرفان، متهمة إياها بكونها طرفا في تغذية الصراع. وأفادت المصادر ذاتها بأن الطلبة تقدموا بملتمس إلى البرلمانيين يطالبونهم فيه بالتدخل العاجل لترتيب مقابلة مع وزير الداخلية ووزير التعليم العالي بغية طرح مشاكل الطلبة الصحراويين عليهما. وعلمت «المساء» بأن برلمانيين قاموا بجمع دعم مالي في مبادرة تهم تعويض الطلبة عن الخسائر التي لحقتهم بعد تخريب عدد من المرافق والغرف وتكسير عدد من الحواسيب والأجهزة التي كان الطلبة يتوفرون عليها داخل الحي الجامعي.