سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السيبة» تصل إلى الرباط مع قرب ذكرى وفاة مؤسس البوليساريو رمي طالب من الطابق الثالث واغتصاب آخر وفرار جماعي للطلبة والأمن يتفرج لتفادي الاصطدام مع الطلبة الصحراويين
اضطر الطلبة القاطنون في الحي الجامعي «السويسي 1» في «مدينة العرفان» بالرباط، عشية أول أمس الأحد، إلى إخلاء غرفهم والفرار من الحي بعد «انفلات» أمني غير مسبوق داخل هذه المؤسسة التي شهدت طيلة خمسة أيام متوالية مواجهات دامية بين طلبة بتحدرون من الأقاليم الصحراوية على خلفية الموقف من النزاع في الصحراء وقرب الاحتفاء بذكرى وفاة مصطفى السيد الوالي مؤسس جبهة البوليساريو في التاسع من يونيو المقبل، فيما اكتفت مصالح الأمن بالتفرج على ما يحدث لتفادي الاصطدام مع طلبة انفصاليين حولوا مؤسسة جامعية بالعاصمة الإدارية للمغرب إلى ساحة لتصفية حسابات سياسية في قضية الصحراء. وكشفت مصادر من داخل «السويس» أن الحي يعرف غليانا غير مسبوق، مشيرة إلى أن طالبا قد تم «رميه» من الطابق الثالث.. فيما تفيد رواية أخرى أن الطالب سقط من الطابق عندما حاول الهروب من قبضة المهاجمين. كما أكدت المصادر ذاتها أن طالبا آخر تعرض للاغتصاب والتعنيف، بعدما تمت مداهمة غرفته من قِبَل عناصر أحد الأطراف المتناحرة. وذكر مصدر مطلع كيف أن الطلبة أصبحوا يعيشون رعبا حقيقيا دون أن يلقوا أي حماية من طرف مصالح الأمن رغم أن هذه المواجهات استُعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء، من سيوف ومناجل وزجاجات حارقة. وأكدت مصادر جيدة الإطلاع أن أعيانا وبرلمانيين من جهة الصحراء قادوا محاولة للصلح لوضع حد للاحتقان الدائر بين أبناء عمومتهم وأن الاتصالات في هذا الموضوع ما زالت جارية، تفاديا لتطورات قد «تشعل» مدينة العرفان بأكملها. وأفادت المصادر ذاتها أن برلمانيا من شبيبة حزب العدالة والتنمية حل، أول أمس الأحد، بالحي الجامعي المذكور. وأضافت نفس المصادر أنه تم إحراق بعض الغرف واقتحام أخرى والعبث بمحتوياتها، كما تم تخريب عدد من مرافق الحي الجامعي، الشيء الذي عرّض الطلبة ل»التشرد»، حيث قضى بعضهم الليل في العراء ووجد آخرون ضالتهم في بعض المقاهي، فيما عرفت الفنادق غير المصنفة والرخيصة إقبالا كبيرا من طرف الطلبة، الذين غادروا الحي خشية الاعتداء عليهم، رغم «طمأنة» الأطراف المتناحرة للطلبة غير المعنيين بكون هذا الصراع لن يلحق بهم أي أذى، على اعتبار أن الخلاف يعني الطلبة الصحراويين فقط. وقد عرفت «مدينة العرفان» حضورا مكثفا لقوات الأمن، التي لم تتدخل، حسب ما أكد شهود عيان، لوضع حد لحالة «التسيب»، وهو ما استنكره طلبة الحي الجامعي، خاصة أن الأحداث تزامنت مع فترة الامتحانات. وحسب ما أكدت مصادر مقربة من الموضوع، فقد سُجِّلت ثلاث حالات اعتقال في صفوف الطلبة الصحروايين.