رجل يغتصب ابنته ذات الست سنوات ويمارس الجنس مع حماته وشقيقتي زوجته.. آخر يقتل والدته المسنة والمصابة بشلل ويجهز على زوجته... أخبار أضحت تطالعنا بها الجرائد كل يوم تقريبا، بتفاصيل تثير الرعب وتدعو إلى الغثيان. هل جاوز المجتمع المغربي، بهذه المجازر البشعة والممارسات الشاذة، حدود الإجرام الممكن «استيعابها» على كل حال؟ قد تبدو جريمة قتل بغرض السرقة أو واقعة اغتصاب امرأة من طرف ذئاب متشكلة على هيأة بشر أمرا «عاديا»، لكن لا أحد يستسيغ أن يقدم رجل على قتل والديه واغتصاب أبنائه أو أن تضاجع حماة زوج ابنتها أو أن تحمل أخت الزوجة سفاحا من زوج أختها. توضح الجرائم التي بدأت تتكشف الآن أن الجريمة في المغرب نحت منحى خطيرا وغريبا للغاية؛ ولم تعد عبارات مثل الفقر والهشاشة الاجتماعية وتناول المخدرات تبرر جرائم تروح ضحيتها الأصول والفروع. وتؤكد هذه الجرائم أيضا أن مؤشر قيم المجتمع المغربي هبط هبوطا قياسيا، وبلغ تردي الأخلاق والمبادئ ومقومات التماسك الاجتماعي حد الأزمة الحقيقية التي تستدعي الوقوف عندها وإعادة التفكير وطرح السؤال: إلى أين نحن ماضون؟ كما تقتضي بالضرورة تغيير الطريق نحو الاهتمام بورش من الأوراش الكبرى الحقيقية، لا يتحدث عنه سوى القليلون.. ورش القيم والأخلاق.