بمعنويات في الحضيض وبمشاكل لا تعد ولا تحصى يخوض المغرب الفاسي إياب عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم أمام الزمالك المصري. في مباراة الذهاب قدم «الماص» أسوأ مباراة له هذا الموسم، فقد افتقد للأداء الجماعي المعروف عنه، وارتكب أخطاء عديدة كلفته تلقي هدفين مباغتين، عقدا مهمته في التأهل لدور المجموعتين لأول مرة في تاريخه. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن الهزيمة أمام الزمالك جاءت لتؤكد مسلسل تراجع الفريق، ولتكشف العياء الكبير الذي أصاب اللاعبين جراء خوضهم لموسمين متتالين دون أن ينعموا بقسط من الراحة، لكن مشكلة «الماص» لم تكن العياء فقط، فيمكن للطاقم التقني ببرامج تدريبه أن يستعيد الطراوة البدنية للاعبين، لكن المشكلة الأبرز كانت في غياب الحافز، فلاعبو الفريق برغم ظفرهم بألقاب كأس الاتحاد الإفريقي والكأس الممتازة الإفريقية وكأس العرش، إلا أنهم ظلوا يعيشون مسلسلا من المعاناة من أجل الحصول على مستحقاتهم المالية، وبدل أن يركزوا على التداريب، فإننا كنا نتابع مسلسل احتجاجهم على الفريق وتهديدهم بالإضراب عن اللعب، ولما وصلت الأمور حدا لا يطاق عاش الفريق انفلاتات لمجموعة من لاعبيه، فالزكرومي اعتدى على زميله حلحول وبورزوق دخل في مشاداة مع أحد لاعبي النادي المكناسي، واسماعيل كوحا رفض الجلوس في كرسي الاحتياط بعد مباراة الزمالك، مثلما رفض تحميله مسؤولية الهزيمة، والباسل يغيب عن التداريب وعبد المولى برابح اختفى عن الأنظار. إنها عناوين لأزمة حقيقية في «الماص»، في وقت نفض فيه أعضاء المكتب المسير أيديهم من مسؤولياتهم نحو الفريق، وتفرغوا لحروبهم الداخلية. لذلك، سيواجه المدرب رشيد الطوسي مهمة صعبة لشحن بطاريات لاعبيه، فأسوأ ما يمكن أن يواجهه اللاعب ليس هو العياء البدني، ولكنه العياء الذهني الذي يشل الجسد ويوقف التفكير. ومع ذلك، فإن على لاعبي «الماص» إنصافا لما بذلوه من جهد طيلة موسمين أن يؤكدوا أنهم أكبر من مسيري «الماص» وأن بمقدورهم تحقيق ما يعتقده البعض مستحيلا ويعودوا بالتأهل من قلب القاهرة. إن الخسارة بهدفين لصفر ذهابا لا تعني الإقصاء، فالرجاء عاش الوضع نفسه في دوري أبطل العرب 2006 لما خسر بالرباط بالحصة نفسها، لكن الفريق انتفض إياب وعاد بفوز تاريخي بثلاثة أهداف لصفر، ظل الفريق المصري يدفع ثمنه غاليا طيلة خمس سنوات. إن بمقدور «الماص» إذا كان هو نفسه الذي عرفناه في كأس الكاف، أن يعيد تكرار هذا السيناريو، ويعود بالتأهل، علما أن الفريق المصري سيكون تحت ضغط التأهل، وضغط نتيجة الذهاب وضغط تكرار سيناريو الرجاء.