- ما طبيعة المهمة التي حملتك، رفقة عدد من الشخصيات العربية إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، في ظل الظروف السياسية المعروفة؟ < هي لجنة أوفدتها المؤسسة العربية للديمقراطية من أجل استطلاع واستكشاف طبيعة الأوضاع السياسية التي أعقبت الانقلاب الذي حصل في الشقيقة موريتانيا، يوم السادس من غشت الماضي؛ بالإضافة إلى استطلاع آفاق الحل السياسي وإمكانية بلورة مبادرة عربية لحل الأزمة وتجاوز المأزق، مع ما تعرفه الساحة السياسية الموريتانية من حراك متواصل، وتشبث كل من الطرفين بمواقفهما، أي إصرار المعارضين للانقلاب على عودة الرئيس ولد الشيخ عبد الله، ورفض الطرف الآخر التام لأي حديث عن ذلك. - من هي الجهات التي اجتمعتم بها خلال مهمتكم هذه وهل تمكنتم من لقاء ممثلي جميع الأطراف؟ < تمكنا من الالتقاء بكل مكونات الحقل السياسي الموريتاني، الموالين للانقلاب والمعارضين له والمستقلين، وممثلي ما يناهز خمسة وثلاثين حزبا موريتانيا، حيث التقينا برئيس المجلس العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز، والرئيس السابق علي ولد محمد فال، والرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، والذي اجتمعنا به بكل حرية وبدون حضور أي طرف موريتاني، ولما يزيد على الساعة والنصف. بالإضافة إلى ذلك، التقينا بالوزير الأول وعدد من الوزراء ورئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير، وقيادة الجبهة المعارضة، بالإضافة إلى وفود من الجمعية الوطنية، سواء منها تلك الموالية أو المعارضة، ورئيس المجلس الدستوري... - ما هي الخلاصات التي خرجتم بها من هذه اللقاءات وهل وقفتم على وجود أفق حل قريب للأزمة؟ < هناك تشنج سياسي وإعلامي ونفسي حاد، إلى درجة أن الأطراف لا تلتقي في ما بينها. لكننا لمسنا نقاطا مشتركة كثيرة في مواقف الأطراف، وتمخضت اللقاءات عن ترحيب كل الأطراف بمبدأ الحوار الوطني، وهو ما كنا نسعى إلى إقناع الأطراف بقبوله، أي الجلوس إلى طاولة الحوار. فيما سجلنا، خلال الزيارة، عتابا كبيرا من الموريتانيين للعرب، بسبب عدم اكتراثهم لحل الأزمة الموريتانية، مقابل الاهتمام الكبير لأطراف أوربية وإفريقية وأممية، مما جعل هذه المهمة تخلف ارتياحا كبيرا باعتبارها مبادرة مدنية عربية؛ وستعقبها دينامية من عدد من المحطات، ولقاءات تمهيدية للإعداد لحوار وطني. *رئيس وفد المنظمة العربية للديمقراطية الذي زار موريتانيا