مع اقتراب موعد مباراة «الديربي» التي ستجمع بين فريقي الرجاء والوداد الأحد المقبل، ضمن منافسات الجولة 28 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، عاد الحديث مجددا عن الشغب وعن ضرورة محاربته حتى يمر «الديربي» في أجواء سليمة. أول أمس، نظمت إدارة فريق الرجاء ندوة صحفية للحديث عن الترتيبات التنظيمية للمباراة، وأيضا للحديث عن حملة التبرع بالأعضاء البشرية التي يقودها مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات. كان واضحا خلال الندوة الصحفية، أن اللغة التي يتحدث بها مسيرو الفريقين هادئة، وبدون تشنج، وأنها تنتصر للرياضة وليس للتعصب، بل إن رئيس الرجاء عبد السلام حنات تحدث في كلمته عن الكثير من المعاني السامية للرياضة، التي أثارت إعجاب وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، وعاد إلى ديربيات سابقة كان يتابعها الرجاويون والوداديون معا، دون أن تفصل بينهما «الحواجز الوهمية» أو الكراسي «الخضراء» و»الحمراء» التي تحول المدرجات إلى معسكرين. وإذا كان واضحا أن الفرق المغربية انخرطت بدورها في حملة مكافحة الشغب، إلا أن الأمل أن يظل الشغب هاجسا وأن يكون هناك سعي إلى محاربته بشكل دائم، وليس فقط لأن هناك اليوم إرادة حكومية لمحاربته والقضاء عليه، أو أن أحداث شغب مباراة الوداد والجيش الملكي لم تكن متوقعة بالنسبة للبعض. ورغم أن مسؤولية الشغب تقع على مجموعة من الأطراف، إلا أن عددا من المسيرين يساهمون بوعي أو بدونه في تأجيجه وإشعال فتيله. عندما يجعل مسير من مباراة الديربي مسألة حياة أو موت، ويبدو في المدرجات، وفي تصريحاته كما لو أنه يقود كتيبة حربية وليس فريقا لكرة القدم، فإنه يشعل فتيل الغضب، فينتقل الغضب إلى المدرجات وتندلع المواجهات. عندما ينهزم فريق في «الديربي»، أو في مباراة كيفما كان نوعها ثم يبدأ المسير في كيل الاتهامات للحكام وفي الحديث عن وجود مؤامرة تحاك ضد فريقه، فإنه ينقل نظرية المؤامرة إلى بعض فئات الجمهور المتعصب الذي يشحن فيفجر غضبه في المدرجات. عندما يتحول مسيران من الفريق نفسه إلى ملاكمين يتبادلان اللكمات والتهم أمام أنظار الجمهور، فإنهما بذلك يقدمان للجمهور رسالة سيئة مفادها أن الشغب أصبح قاعدة وليس استثناء. حينما يصفع لاعب زميلا له في مستودع الملابس وأمام زملائه اللاعبين، ولما يهاجم لاعب مدرب فريقه ويكيل له التهم، ويكتفي المكتب المسير بالصمت بدعوى أن الفريق تنتظره مباريات حاسمة فإنه بوعي أو بدونه «يحرض» على الشغب.