لم ينته الجدل الذي تسبب فيه «شغب» مباراة الوداد الرياضي والجيش الملكي السبت الماضي بعد، فإدارة مركب محمد الخامس مازالت تحصي خسائرها غير المسبوقة، وضحايا المباراة من مشجعين ورجال أمن مازالوا يتلقون العلاج في المستشفيات. وإذا كان شغب مباراة الوداد والجيش الملكي لم يكن مسبوقا، إلا أن الملاحظ هو أن لا أحد كانت لديه الشجاعة ليتحدث عن أسباب هذه الظاهرة وعن المسؤولين عن تفاقمها. بعض مسيري الوداد وحتى عميد الفريق «الأحمر» نادر لمياغري لم يترددوا في التأكيد أن الذين قاموا بالشغب ليسوا وداديين، ولا يمكن أن يكونوا كذلك، لأن الجمهور الودادي على حد قولهم رياضي بالدرجة الأولى ولديه روح رياضية عالية. إنها اللازمة نفسها التي يرددها جميع مسؤولي الفريق، كلما اجتاح الشغب مدرجات ملاعبهم. في مباراة النادي المكناسي والمغرب الفاسي التي أوقفها الحكم بوشعيب لحرش قبل نهايتها القانونية، لم يتردد مسؤولو «الكوديم» و«الماص» في الحديث عن مؤامرة وعن أشخاص مدسوسين وسط الجمهور لافتعال الشغب. ورغم أن شغب مكناس لا يقارن بما حدث في مباراة الوداد، إلا أن جدلا كبيرا رافق هذه المباراة كانت له تداعيات كبيرة. تكرر الأمر نفسه في مباريات أخرى بفاس وأسفي والجديدة ومراكش وغيرها....، بل إن «حربا أهلية» نشبت بين فصائل جمهور الرجاء، اضطر المكتب المسير إلى الدخول على خطها لعقد صلح بين الأطراف المتناحرة، وكأن الجمهور أصبح بدوره قضية، مع أن هناك قوانين لزجر الشغب يجب تطبيقها ومعاقبة مثيري الشغب، بدل هذا العبث. المتهم في الشغب دائما مجهول أو مجرد محسوب على الفريق، أو متآمر يكيد بالفريق. إن الذين يقومون بالشغب هم جزء من جمهور الكرة العريض، وهم مشجعون لفرق الوداد والرجاء والجيش الملكي والمغرب الفاسي وجميع الفرق التي تتبارى في البطولة الوطنية. والخطير اليوم هو أن الشغب لم يعد مرتبطا بنتائج المباريات، فسواء انهزم الفريق أو فاز أو تعادل فإن هواة الشغب يحرصون على ممارسون «هوايتهم» المفضلة في تخريب الممتلكات العامة وفي ترويع المواطنين، بل إنهم يتحولون إلى قطاع طرق. الشغب آفة خطيرة، وإذا لم تتحمل جميع الأطراف مسؤوليتها فإنه سيتواصل بحدة أكبر، ليس مقبولا أن يكون عدد أفراد الجمهور المتواجدين بالملعب أكبر من طاقته الاستيعابية، وليس مقبولا أن يجد القاصرون وهواة التسلل إلى المدرجات الطريق سالكا إلى الملعب دون أن يجدوا من يوقفهم أمام أبواب الملعب.