قد يحرم الجمهور الودادي المتسبب في أحداث ملعب المركب محمد الخامس السبت، من مساندة فريقه لعدة مباريات، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مباراة الجيش والوداد.
فذلك التصرف الذي أقدم عليه بعض جمهور الوداد غير مقبول بتاتا، خلال المباراة التي جمعت هذا الأخير السبت بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بضيفه الجيش الملكي، برسم الدورة 25 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
ويبدو أن أعمال الشغب هذه كان مرتبا لها قبل انطلاق المقابلة، فالقيام بإطلالة بسيطة على المواقع الاجتماعية على الانترنت يتضح الكم الهائل والكبير من الوعد والوعيد من بعض المحسوبين على جمهور الوداد بجعل المباراة قمة للشغب وليس لكرة القدم.
وهو ما حدث بالفعل قبل وأثناء وبعد المباراة، حيث تحولت مدرجات ملعب مركب محمد الخامس إلى ساحة قتال بالحجارة والعصي بين جمهور الوداد ورجال الأمن كان من نتائجه إصابة العديد من رجال الأمن واعتقال المئات من "المشاغبين".
ورغم أن التجربة تقول بأن حالة من الاحتقان يعيشها جمهور الوداد في الآونة الأخيرة بدليل ما وقع في الجولة ما قبل الماضية في مباراة الوداد نفسه والنادي القنيطري والتي عرفت أحداثا خطيرة غير مسبوقة
لكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم تتحمل مسؤوليتها وتقوم بمثل ما قامت به في مباراة النادي المكناسي والمغرب الفاسي عندما عاقبت الفريق الاسماعيلي باللعب عدة مباريات بعيدا عن ملعبه وبدون جمهور، الشيء الذي أدى إلى تكرار نفس الأحداث وأكثر في مباراة أول أمس السبت أمام الجيش الملكي.
ويحمل متتبعون أمن مدينة الدارالبيضاء مسؤولية ما وقع حيث لم يقم بواجبه بمراقبة وتفتيش الجمهور أثناء ولوجه الملعب، إذ كيف يعقل أن يدخل بعض المشجعين حاملين للحجارة .
غير مستفيدين من المباراة السابقة للوداد التي شهدت نفس الأحداث ولم يتخذ الأمن الإجراءات الوقائية الضرورية. من جهته احتج الجيش الملكي برئاسة الرئيس المنتدب للفريق المختار مصمم على الظروف التي دارت فيها المباراة، معتبرا إياها بغير اللائقة لإجراء مباراة في كرة القدم خصوصا في الشوط الثاني عندما توقفت المباراة لأزيد من 25 دقيقة.
وقال سمير فتحي المكلف بالتواصل في نادي الجيش الملكي في اتصال هاتفي إن الفريق العسكري يحتج بشدة على الأحداث التي وقعت خلال المباراة حيث فقد لاعبو الجيش تركيزهم.
خصوصا عندما أعطى حكم المباراة مهلة 10 دقائق للأمن لضبط الأمور لكنه أضاف أكثر من 25 دقيقة الشيء الذي انعكس سلبا على نفسية اللاعبين وأخرجهم من تركيزهم.
وأضاف سمير فتحي أن الفريق سيراسل الجامعة الملكية لكرة القدم ويقدم لها تقريرا مفصلا عن الظروف التي دارت فيها المباراة، مبرزا المقارنة بين ما وقع في مباراة الكوديم والماص التي أوقف فيها الحكم اللقاء وما وقع في مباراة الوداد والجيش التي كان من المفروض على الحكم أن يوقفها بعدما ساءت الأمور في المدرجات وأصبح الخطر يتهدد الجميع لاعبين وجمهور.
وينتظر أن تعقد اللجنة التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اجتماعا طارئا لتدارس الأحداث التي شهدتها مباراة الوداد والجيش والبث فيها.
و حسب القوانين العامة للجامعة فمن المفروض أن يخسر الوداد مباراته بجزاء بالإضافة لإجرائه لأربع مباريات على ميدانه بدون جمهور مع غرامة مالية تقدر بحوالي 10 آلاف درهم.
وتشير المادة 63 من القانون التأديبي للجامعة إلى أنه في حال ما إذا تم رمي أجسام غريبة من طرف الجمهور على الملعب (قنينات أو حجارة) وإذا ما أجبر الحكم على إيقاف اللقاء للحفاظ على سلامتهم و سلامة اللاعبين والمدربين فإن الفريق المستضيف يعتبر منهزما في المقابلة ، إضافة إلى عقابه بأربع مباريات بدون جمهور كما سيعاقب بغرامة مالية أدناها 10.000 درهم .
وعليه وحسب القانون الجاري به العمل يعتبر فريق الوداد منهزما في المباراة أمام الجيش، والسبب في ذلك بعض الجمهور الذي لا يدرك عواقب أفعاله الطائشة حتى وإن كان محبا لفريقه.
من جهة أخرى أكدت بعض المصادر أن فريقي النادي المكناسي وشباب الحسيمة قد يدخلان على الخط وينصبا نفسيهما مراقبين للجامعة وما ستتخذه من إجراءات في حق الوداد، لأنهما كانا عوقبا من قبل بالتوقيف وخصم النقاط بسبب أحداث شغب أقل خطرا مما وقع في مباراة الوداد والجيش.
ويتخوف مراقبون من أن ينزل مسؤولو الوداد بثقلهم ويضغطوا على الجامعة حتى لا يتخذوا في حقهم قرارات تأديبة، وهو ما سيعتبر حينئذ كيلا بمكيالين، تطبق بموجبه القوانين بحذافيرها على فرق مغلوبة على أمرها بينما تستثنى فرق يقال إنها قوية.