شهدت مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، التي أجريت بمركب محمد الخامس، مساء أول أمس السبت، أعمال شغب أعادت إلى الأذهان النزاع التاريخي بين مشجعي الفريقين، وتعرض عدد من المواطنين لجروح بليغة نتيجة عمليات رشق عشوائي بالحجارة أصيب خلالها عشرة أشخاص بجروح بليغة، من بينهم حالة سائق دراجة نارية يوجد في وضعية صحية خطيرة، ولم تسلم حافلة للسياح من عملية الرشق فضلا عن إصابات متفاوتة الخطورة في الممتلكات. ويرجع أصل الشغب إلى سوء التحضير اللوجيستيكي لوصول أزيد من 2500 مشجع للجيش الملكي أول أمس السبت إلى محطة الوازيس بالدار البيضاء، إذ فوجئ مناصرو الفريق العسكري بغياب الحافلات التي كان من المقرر أن تنقلهم من المحطة إلى المركب الرياضي محمد الخامس، لكن مصدرا من فريق الجيش الملكي قال إن شركة الحافلات رفضت المجيء إلى الوازيس، فتم التفكير في تنظيم مسيرة على الأقدام، أو ما يعرف في تقاليد فصائل الإلترا ب«الكورطيج»، محروسة من طرف قوات الأمن، بعد أن تم وضع، بتنسيق مع المكتب المسير للرجاء، أكشاك لبيع تذاكر ولوج الملعب في المحطة المذكورة، إلا أن المسيرة، التي شاركت فيها فئة واسعة من الشباب واليافعين، اصطدمت وهي في طريقها إلى الملعب بمشجعي فريق الرجاء البيضاوي، خاصة الراجلون وراكبو الدراجات النارية، مما أسفر عن مواجهات استعملت فيها الحجارة وترتبت عنها خسائر مادية وبشرية واعتقالات. وبرر أحد منظمي رحلة مشجعي الجيش الصدام الدامي بعدم توفير وسائل النقل، وبطء عملية بيع التذاكر في المحطة حيث كان الطابور طويلا، في الوقت الذي انطلقت فيه المباراة، ولم يحضر جمهور الجيش أو غالبيته الدقائق الأولى من المواجهة، حيث كان يسير في كوكبة نحو المركب الرياضي بينما قضى بعض مناصري الفريق الرباطي عشية اليوم ذاته بمخفر الشرطة. وقال نور الدين بيشيشي، عن اللجنة المنظمة للرجاء البيضاوي، إن الرجاء وفر التذاكر في المحطة وحاول منحها جملة إلى مسؤولي الجيش إلا أنهم رفضوا المقترح فتم اللجوء إلى البيع المباشر الذي تمخض عنه تأخير غير مقصود. وارتأت السلطات الأمنية الاحتفاظ بمشجعي الجيش الملكي في مدرجات مركب محمد الخامس لحوالي ساعة كاملة، قبل أن يعودوا عبر ثلاث مجموعات إلى محطة الوازيس وسط تعزيزات أمنية مكثفة، على خلفية أحداث الفترة الزوالية، وفضل المنظمون تقسيم المناصرين الزوار إلى ثلاث مجموعات كي لا تكون رحلة العودة إلى الرباط على متن قطار واحد مما يهدد باندلاع أحداث شغب في عربات القطار. من جهة أخرى، اقتحم بعض مناصري الرجاء البيضاوي البوابة المؤدية إلى المدرجات الجنوبية، وتم تحطيمها بالكامل، ليتمكن الجمهور من دخول الملعب بالمجان، كما رفع مناصرو الرجاء طيلة أطوار المباراة لافتات تطالب بالإفراج عن معتقلين رجاويين مازال كثير منهم خلف القضبان، وعلى الرغم من الخلاف بين مناصري الفريقين فإن مشجعي الجيش تضامنوا مع الرجاويين المعتقلين من خلال لافتة تدعو إلى فك أسرهم.