أطلق أول أمس الخميس سراح المشجعين العسكريين الثمانية الذين قضوا عقوبة الحبس بسجن عكاشة بالبيضاء بتهمة التخريب و إلحاق خسائر بالملك العمومي، بعد المباراة التي جمعت ممثل العاصمة فريق الجيش الملكي بفريق الرجاء البيضاوي لحساب الجولة السابعة عشر من بطولة القسم الأول لمجموعة النخبة، والتي انتهت بثلاثية رجاوية. وكان في استقبال المشجعين الثمانية المفرج عنهم بعد انتهاء مدة العقوبة التي بلغت شهرين جمعية «جمهور العاصمة»، ممثلة في شخص كاتبها العام العربي بلاليج والأعضاء يوسف البنيوري ونورة اليماني، الذين انتقلوا إلى مقر السجن لاستقبال المشجعين المفرج عنهم بعد انقضاء مدة العقوبة. واصطحب الوفد ستة مشجعين نحو محطة القطار عين السبع عبر سيارات أجرة قبل التوجه إلى الرباط، وانتقل مشجع رفقة عائلته بينما كان الآخر قد غادر المعتقل قبل وصول وفد الجمعية. وبخصوص تركيبة المفرج عنهم فإن سبعة منهم كانوا في المركب السجني عكاشة، بينما كان واحد منهم ضيفا على الإصلاحية المجاورة بحكم سنة، وهو الذي عاد إلى العاصمة رفقة عائلته. وكان في استقبال المفرج عنهم بمحطة القطار بالرباط عميد الجيش الملكي الحسين أوشلا، إضافة إلى مجموعة من أنصار وعشاق الفريق العسكري وهي البادرة التي لقيت استحسان المشجعين. وبعد وصول المشجعين المفرج عنهم إلى العاصمة قاموا بوضع أياديهم على القرآن الكريم، وشرعوا في إلقاء القسم كتعبير صادق عن براءتهم، معتبرين أنفسهم مجرد ضحايا زج بهم في غياهب السجون، وأكدوا في تصريحات متفرقة أنه لم تكن لهم صلة سواء من بعيد أو قريب بالتهم التي أدينوا من أجلها، وأنهم دفعوا ضريبة ذنب لم يقترفوه، على اعتبار اقتيادهم من محطة القطار «الوازيس» التي تبعد كثيرا عن مسرح الأحداث. ومن غرائب الصدف أن اعتقال هذه المجموعة قد تم بمناسبة مباراة قمة مع الرجاء، وأطلق سراحهم على بعد أيام من قمة أخرى أمام الوداد البيضاوي مساء يوم الأربعاء، وقال أحد المفرج عنهم ل«المساء» «اعتقلت في مباراة ضد الرجاء وأفرج عني قبل مباراة الوداد، وأخشى أن أتعرض للاعتقال في المباراة القادمة ضد الوداديين». وقال الستة المفرج عنهم إنهم عازمون على التنقل إلى الدارالبيضاء لتشجيع الفريق العسكري أمام الوداد، رغم وجود شعور بالتخوف ورغبة في أن يكون تنقلهم هذه المرة بتأطير من جمعية جمهور العاصمة. وشكروا عائلاتهم التي كانت تعاني من التنقل إلى الدارالبيضاء مفضلين أن يقضوا تلك العقوبة بسلا من أجل تخفيف معاناة عائلاتهم. يشار إلى أن المحكمة الابتدائية بالبيضاء كانت قد أصدرت حكما بالسجن لمدة شهرين نافدة في حق ثمانية مشجعين من أنصار الفريق العسكري، بتهمة إلحاق أضرار بالملك العمومي، وذلك عقب نهاية المباراة التي جمعت الجيش الملكي بالرجاء البيضاوي، والتي آلت نتيجتها لمصلحة النسور الخضر بثلاثة أهداف مقابل واحد. وسبق لجمعية أنصار الجيش الملكي أن واكبت مختلف مراحل المحاكمة، كما أن تحركاتها اتجاه سلطات العاصمة الاقتصادية، سمحت بإطلاق سراح 15 من بين 23 مشجعا وقع اعتقالهم في الوهلة الأولى على خلفية نفس تلك الأحداث. وكان أمن الدارالبيضاء قد اعتقل 23 مشجعا عسكريا قبل أن يحيل ثمانية منهم على القضاء بعد أحداث الشغب التي أعقبت مباراة قمة الدورة 17 للبطولة بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، وأفاد بيان للإدارة العامة للأمن الوطني بأن المعتقلين اتهموا بالتورط في ارتكاب أعمال تخريب مع سبق الإصرار والترصد. وأضاف البيان «رفض قرابة 100 من مشجعي فريق الجيش الملكي الصعود إلى الحافلة التي وضعت رهن إشارتهم، من طرف السلطات و شرعوا في رشق الحافلة، وعدد من سيارات الخواص بالحجارة بعد أن تفرقوا في الأزقة المجاورة».