البيض الأجنبي غير مرغوب فيه من طرف المنتجين.. تلك هي الرسالة التي ما فتئ يرسلها المنتجون كلما سنحت لهم الفرصة، فالبيض المغربي تنافسيته ضعيفة بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالبلدان المتربصة بالسوق المغربي. فقد طالب المنتجون للبيض في المغرب المنضوون تحت لواء الجمعية الوطنية لمنتجي البيض، مساء أول أمس الثلاثاء خلال لقاء تواصلي بالدار البيضاء، بحمايتهم من المنافسة الأجنبية التي يستفيد أصحابها في بلدانهم من امتيازات غير متوفرة لنظرائهم المغاربة، غير أنهم أكدوا في نفس الوقت أنهم لا يتخوفون من صادرات البيض الأجنبية إلى المغرب إذا ما توفرت للمنتجين المغاربة نفس شروط الإنتاج. تخوفات المنتجين المغاربة من المنافسة الخارجية في السوق المغربي، تأتي من كون المنتجين الأوروبيين مثلا تراجع الإنتاج لديهم بالموازاة مع انخفاض استهلاك البيض من قبل مواطنيهم، هذا في الوقت الذي يتوفرون على قدرات إنتاجية كبيرة . فقد انخفض الإنتاج في بلدان الاتحاد الأوروبي ب 1 .2المائة لينحدر إلى .98.8 مليار بيضة، في نفس الوقت، وصل الاستهلاك الفردي في أوروبا في سنة 2007 إلى 231 بيضة، غير أن هذا الرقم دون متوسط الاستهلاك خلال عشر سنوات الأخيرة الذي بلغ 250 بيضة. تراجع الطلب على البيض في أوروبا قد يغري المنتجين في القارة العجوز بتصدير جزء من إنتاجهم إلى المغرب، حيث سيراهن المنتجون الأوروبيون على ضعف مستوى الاستهلاك الفردي السنوي في المغرب والذي لا يتعدى 110بيضات، مما يعني أن هناك هوامش كبيرة لتنمية الطلب في المغرب، خاصة في ظل انخفاض تكاليف إنتاج البيض الأوروبي مقارنة بالتكاليف التي يتحملها المنتجون المغاربة. ويقر المنتجون المغاربة بعدم تنافسيتهم مقارنة بنظرائهم الأوروبيين، حيث يشيرون إلى ضعف الأداء التقني الذي ينعكس على مستوى الإنتاج، في نفس الوقت الذي يعتبرون أن السياق الصحي الذي يحيط بعملية إنتاج البيض مازالت تتخلله صعوبات كبيرة، رغم تفعيل القانون 49-99، ناهيك عن الضغط الضريبي الكبير الناجم عن عدم استطاعة المنتجين استرجاع الضريبة على القيمة المضافة التي يؤدونها عن المدخلات وخضوع بعض المواد المستعملة في الإنتاج داخل الضيعات لحقوق الجمرك، مما ينعكس على التكاليف التي تعتبر مرتفعة مقارنة بالمنتجين الأوروبيين. ممثل الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن التي تنضوي تحت لوائها الجمعية الوطنية لمنتجي البيض، حاول التخفيف من تخوفات المنتجين، فقد اعتبر أن استيراد البيض من الخارج لن يكون بالأمر الهين، حيث سوف يحاط بمجموعة من الشروط والقيود التي ستحاول منع دخوله إلى السوق المغربية، وهذا ما ينصب عليه النقاش الآن بين وزارة الفلاحة والمهنيين، غير أن ممثل الفيدرالية ألح على ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل، ملحا على ضرورة تحسين الإنتاجية، بما يساعد على مواجهة المنافسة التي تترتب عن الانفتاح الذي انخرط فيه المغرب نتيجة المعاهدات التي أبرمها في السنوات الأخيرة. يشار إلى أن الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن أبرمت مع السلطات العمومية عقد برنامج في أبريل الماضي بمناسبة المناظرة الوطنية، يروم تأهيل القطاع حتى يتاح له مواكبة الانفتاح الاقتصادي الذي يعرفه المغرب، حيث التزمت الفيدرالية في الشق المتعلق بالبيض برفع الإنتاج في أفق 2012 من 3.3 ملايين وحدة إلى 5.5 ملايين وحدة، في نفس الوقت الذي يترقب نقل الاستهلاك الفردي السنوي من 110 إلى 147 بيضة.