تغيّب كل من المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد دوزيم، ووزير الاتصال مصطفى الخلفي، ومدير الدارسات بالوزارة محمد بالغوات عن احتفالات الإذاعة الجهوية لفاس بالذكرى الخمسين لتأسيسها، مما خلف «استياء» في صفوف عدد من العاملين فيها، والذين كانوا ينتظرون أن يحضر مسؤولون مركزيون إلى هذه المبادرة في إطار دعم نفسي يحتاجونه لمواصلة العمل والعطاء، حسب تعبير أحد الصحفيين بالإذاعة، في سياق يتسم بدخول القطاع الخاص أجواء المنافسة، وهو ما لم يكن مطروحا للإذاعة منذ تأسيسها في سنة 1961. وقال والي الجهة، محمد غرابي، إن تأسيس الإذاعة الجهوية لفاس كان بمثابة منعطف مهم جدا في تأثيث المشهد الإعلامي المغربي، في تلك المرحلة. وذكر، في ندوة نظمتها الإذاعة مساء يوم الجمعة الماضي بالقاعة الكبرى لعمالة فاسالمدينة، أن هذه الإذاعة ساهمت في حفظ الهوية على صعيد الجهة، وفي التعريف بمؤهلات المنطقة التي تمتد على رقعة جغرافية تمس أطرافا مهمة في جهة الأطلس وأخرى في جهة الريف ووسط المغرب. وتحدث والي الجهة عن الأدوار الكبيرة التي تنتظر الإعلام الجهوي في إطار مشروع الجهوية المتقدمة. واعتبر أن الممارسة الديمقراطية تغتني بدور الإعلام والإعلام المحلي. وأورد أن هذه المحطة عليها أن تتفاعل مع التعددية وأن تتموقع بقوة في المشهد الإعلامي الجهوي الذي سيتعزز بالتعددية. وتوجد في المدينة، إلى جانب هذه المحطة الإذاعية العمومية، محطة إذاعة «إم إف إم سايس»، وهي محطة جهوية تابعة للمحطة الأم بالدار البيضاء، والتي ظهرت بظهور أولى تراخيص الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري لإنشاء محطات إذاعية. وتوجد محطات إذاعية أخرى في مكناس، وفي منطقة الحسيمة. واعتبرت مديرة الإذاعة الجهوية لفاس، مريم الصافي، أن الجهة تحتاج إلى إعلام جهوي مسؤول وذي مصداقية ومتسلح بالاحترافية وملتزم بأخلاقيات المهنة. وسار نائب عميد كلية الحقوق بفاس، عسو منصور، في نفس الاتجاه. وقال، وهو يتحدث عن علاقة الإعلام الجهوي بالجهوية الموسعة، في جلسة ترأسها ابراهيم أقديم، عميد كلية فاس سايس، إن المغرب عليه أن يعمل على تقوية إعلامه الجهوي، وألا يركز وسائل الاتصال والإعلام على الصعيد المركزي. ودعا إلى فتح المجال أمام الإذاعات الحرة والقنوات التلفزية الجهوية، مع إعطاء الأهمية للأحداث والقضايا الجهوية في القنوات التلفزية، وتقوية شبكات الاتصال ومراكز البث لتغطية كافة التجمعات السكانية، وإنتاج برامج تفاعلية مع المواطن، وإعطاء الأهمية للغات المتداولة، ومنها الأمازيغية التي نص الدستور الجديد على ترسيمها، يضيف الأستاذ الجامعي عسو منصور الذي لاحظ أن تقرير الجهوية الموسعة يخلو من أي إشارة إلى قضايا الإعلام في الجهات. وتعاني الجهات، بخلاف عدد من التجارب الغربية، من ضعف تجربة الصحافة الجهوية، وعدم انتظامها في الصدور، ونقص حاد في تكوين العاملين فيها، وضعف إمكانياتها المادية، وانتشار ممارسات مسيئة إلى أخلاقيات المهنة داخلها، وضعف كبير في المقروئية لمنتوجاتها الإعلامية... وتحدث نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن الوضعية «الهشة» التي تعانيها الصحافة المكتوبة الجهوية. وقال إن الواقع يؤكد أنه ليس هناك إعلام جهوي مكتوب في المغرب. ومن أصل حوالي 580 عنوان صحيفة في المغرب، لم تنخرط في فيدرالية الناشرين سوى حوالي 70 عنوانا صحفيا هي عبارة عن مقاولات صحفية. وأشار إلى أن مشروع الجهوية الموسعة، بالرغم من أن إعداده لم يشارك فيه أي صحفي ولم يتطرق لهذا الموضوع، يمكنه أن يشكل قاطرة لتأهيل الإعلام الجهوي في المغرب.