نظمت إذاعة فاس الجهوية ومنتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بفاس٬ ندوة علمية حول موضوع "الإعلام الجهوي.. الأداء والرهانات"٬ وذلك احتفالا بالذكرى الخمسين لإحداث إذاعة فاس الجهوية. وأكد المشاركون في هذه الندوة٬ التي نظمت بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس (شعبة علوم الإعلام والتواصل)٬ أن الإعلام الجهوي يضطلع بدور أساسي في حفظ الهوية المحلية وخلق نقاش حقيقي حول القضايا ذات البعد الجهوي. واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء٬ الذي حضره مجموعة من الإعلاميين والأكاديميين والقائمين على قطاع الإعلام٬ أن الإعلام الجهوي يساهم في تنوير الرأي العام وتسليط الضوء على القضايا الراهنة التي تستأثر باهتمامه٬ علاوة على كونه صلة وصل حقيقية بين المواطنين والمسؤولين. وقالت مريم الصافي مديرة الإذاعة الجهوية لفاس٬ في كلمة بالمناسبة٬ إن تدشين هذه "المنارة الإعلامية" في 18 أبريل 1961 كان إيذانا ببروز النواة الأولى للامركزية وبداية لظهور مؤسسات إعلام القرب٬ مضيفة أن هذه المؤسسة الإعلامية كانت دائما في قلب الحدث ومتفاعلة مع محيطها. وأضافت أن الجهة في أمس الحاجة إلى إعلام جاد ومسؤول يعرف بمؤهلاتها ومبادراتها ويعبر عن نبض المواطنين ويشاطرهم همومهم وانشغالاتهم. من جهته٬ اعتبر محمد غرابي والي جهة فاس بولمان٬ أن تأسيس الإذاعة الجهوية لفاس كان منعطفا مهما في تأثيث المشهد الإعلامي وحفظ الهوية المحلية للجهة٬ من خلال التعريف بما تختزنه من مؤهلات وحمولات تاريخية وفكرية. وأضاف غرابي أن إذاعة فاس ساهمت ولا تزال في إغناء الحوار حول قضايا التدبير المحلي وفتح النقاش الديمقراطي الجاد٬ مؤكدا أن "الممارسة الديمقراطية تغتني أكثر بالإعلام المحلي النابع من القضايا المحلية". من جانبه٬ أكد منصور عسو نائب عميد كلية الحقوق بفاس٬ أن الإعلام الجهوي مدعو إلى مواكبة ورش الجهوية المتقدمة٬ داعيا إلى تهيئة الشروط والمناخ الملائمين لقيام إعلام جهوي "مستقل وقوي"٬ وتقوية شبكات الاتصال ومراكز البث الإذاعي٬ فضلا عن التفكير في برامج تعبر عن نبض المواطنين وانشغالاتهم. بدوره اعتبر نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أن الإعلام الإذاعي "يعتبر العمود الفقري للإعلام الجهوي"٬ وذلك بالنظر إلى دوره الحاسم في الإخبار والتوعية والتحسيس٬ مشددا على أن ثمة حاجة ماسة إلى مقاولات صحافية قوية تضطلع بدورها كاملا في الإخبار والتوعية والتحسيس. يذكر أنه تم خلال هذه الندوة تسليط الضوء على واقع الإعلام الجهوي بالمغرب٬ فضلا عن تقديم عدد من الاقتراحات التي من شأنها الدفع بهذا الإعلام لأن يكون قاطرة للتنمية٬ وتفعيلا للديمقراطية المحلية وإضافة نوعية داخل المنظومة الإعلامية الوطنية.