أمر الملك محمد السادس بتوحيد وسائل وزارة الداخلية ومختلف الوزارات المعنية، والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، لتقديم المساعدة والعون الضروريين إلى السكان المنكوبين جراء الفيضانات الأخيرة التي عرفها عدد من مدن شمال المملكة. وأورد بلاغ لوزارة الداخلية أنه تم الرفع من حجم الموارد البشرية والوسائل المادية لوزارة الداخلية، وخصوصا الوقاية المدنية بشكل ملحوظ، من أجل تعزيز أعمال الإغاثة ومساعدة السكان وشفط المياه من المباني والمساكن وتنظيف المناطق المغمورة بالوحل، عبر رصد غلاف مالي بقيمة 8.5 ملايين درهم. ويضيف البلاغ، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن القوات المسلحة الملكية ووزارة التجهيز والنقل وضعتا رهن إشارة الوزارة وسائلهما المادية واللوجستيكية من أجل تسريع عملية إعادة تشغيل الطرق المقطوعة والمنشآت الفنية المتضررة. وفي هذا الإطار، نصبت القوات المسلحة الملكية مستودعا مركزيا بمكناس من أجل تعزيز أعمال الإمداد وإيصال المساعدات عبر وسائل النقل (شاحنات خاصة بالمسالك الصعبة) وسائل جوية (طائرات س.130 ومروحيات تابعة للدرك الملكي) لفائدة جميع الأقاليم المتضررة من سوء الأحوال الجوية. وتسببت الأمطار العاصفية والغزيرة التي تهاطلت مؤخرا على إقليمالحسيمة في وقوع خسائر مادية، تتمثل في إتلاف بعض الأراضي الفلاحية وانهيار عدد من القناطر، خاصة قنطرتي وادي النكور وتازولاخت على الطريق الوطنية رقم2 الرابطة بين قسيطة والحسيمة، وكذا انهيار جزء من الطريق الرابطة بين الحسيمة وإمزورن، فضلا عن انجراف التربة بأربعاء تاوريرت وشقران ونفوق عدد من رؤوس الماشية وتضرر بعض المنازل والمحلات التجارية. كما تم إجلاء حوالي800 شخص من ساكنة السواني وبعض الدواوير المجاورة لسد محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي تم إفراغه تدريجيا بعدما وصل حجم حقينته إلى20 مليون متر مكعب من المياه بسبب حملة مباغثة لم يعرفها السد من قبل، وذلك حفاظا على سلامة المواطنين وسلامة السد وحفاظا على الآليات الهيدرو ميكانيكية. وقد تم تحويل اتجاه الطريق لتسهيل حركة المرور في انتظار تحسن أحوال الطقس وانخفاض منسوب المياه ببعض الأودية للشروع في بناء وإصلاح القناطر المتضررة.