لم يخف علمي لزرق انشراحه من النتائج الجيدة لمجموعته «أليانس للتطوير العقاري» خلال ندوة صحفية خصصت للإعلان عن النتائج السنوية للشركة المتخصصة في العقار، حيث اعتبر أن تدخل الدولة منذ سنتين لإلغاء الضرائب في مجال الاستثمار بالسكن الاجتماعي كان له وقع جيد على أرباح الشركة خلال 2011. وأضاف لزرق أن السوق الداخلي حاليا هي المحرك الأساسي لقطاع العقار بالمغرب، فليس هناك زبائن أوربيون يشترون عقارا بالمملكة خلال هذه الظرفية الصعبة، وهو ما جعل الرئيس المدير العام لإحدى أكبر المجموعات العقارية بالمغرب يعلن أن «أليانس» قررت توقيف الاستثمار في مجال السكن الفاخر، والتوجه نحو تطوير نجاحاتها في مجال السكن الاجتماعي الذي ولجته المجموعة منذ بضع سنين فقط. وعن محدودية العرض في السكن الموجه إلى الطبقة المتوسطة، قال علمي لزرق إن على الحكومة منح تفضيلات ضريبية على هذا النوع من السكن، معتبرا أن هناك فئات من الطبقة المتوسطة في المغرب تلجأ إلى شراء سكن اجتماعي ب25 مليون سنتيم، لأن العرض الموجه إلى هذه الطبقة يكاد يكون منعدما، وهو ما جعل مهنيي القطاع يتقدمون بمقترح لحكومة عباس الفاسي بتوفير سكن من 100 متر مربع بسعر جد تنافسي لا يتعدى 50 مليون سنتيم، أي 5000 درهم للمتر المربع، لكن بشرط أن توفر الدولة امتيازات ضريبية على غرار ما هو معمول به في السكن الاجتماعي، الذي يلقى حاليا نجاحا سواء في العرض أو الطلب. واعتبر رئيس المجموعة أن محور الدارالبيضاء – الرباط هو أهم محور تعتمد عليه المجموعة للاستثمار وجني الأرباح، سواء بالنسبة للسكن الاجتماعي أو السكن الفاخر أو المتوسط، بخلاف مدن أخرى مثل طنجة ومراكش مثلا، حيث العرض أكبر بكثير من الطلب، وهو ما يجعل عدة مبان عقارية لا تباع. كما أن تردد المغاربة في شراء سكن ثانوي بهذه المدن السياحية أزم الوضعية أكثر في هذه المناطق. واعتبر لزرق أن الاستراتيجية المتبعة داخل إدارة المجموعة هي سر نجاح «أليانس» في عدم اختلال ميزانيتها ومواردها الذاتية. إذ يتم تحديد نسبة 35 في المائة لأي مشروع سكني كحد أدنى يجب أن يباع قبل البدء في البناء، أي يجب توفير السيولة اللازمة وبيع ثلث مساكن المشروع على التصميم (sur plan) من أجل تأمين نجاح المشروع. وبخصوص سؤال حول استثمار مجموعة «أليانس» خارج المغرب، وخصوصا بإفريقيا باعتبار أنها سوقا واعدة في المستقبل، أجاب لزرق بأن «أليانس للتطوير العقاري» ينصب اهتمامها حاليا على السوق المغربي، وعلى محور الدارالبيضاءالرباط بصفة خاصة، حيث لا زال هناك عمل كبير ينتظر المجموعة. وعلى المستوى الاستثمار بأفريقيا مازال لزرق مترددا بسبب عدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض بلدان القارة السمراء، حيث أعطى مثالا بدولة مالي، وهو ما يجعل فكرة الاستثمار بهذه المناطق مؤجلا بالنسبة إليه. من جانبه، قدم المدير المالي للمجموعة النتائج السنوية لسنة2011، حيث أكد أن «أليانس للتطوير العقاري» حققت ناتجا صافيا فاق 973 مليون درهم، بنمو قارب 125 في المائة مقارنة بسنة 2010. وسجل رقم المعاملات الموطد للمجموعة ارتفاعا ب66 في المائة، إذ انتقل من 2.6 مليار درهم في 2010 إلى 4.34 مليارات درهم في 2011. كما بلغ ناتج الاستغلال 1.3 مليار درهم بنمو فاق 70 في المائة. وأوضح المدير المالي للمجموعة أن الأموال الذاتية الموطدة في المجمل تفوق 395 مليار سنتيم، مقابل 284 مليار سنتيم في 2010.