اعتبر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فشل حزب «الأصالة والمعاصرة» في الانتخابات التشريعية الجزئية الأخيرة في أربع مدن مغربية مؤشرا على أن القصر لم يساير الهمة في توجهاته العدائية ضد العدالة والتنمية. ووصف بنكيران فشل الهمة في هذه الانتخابات الجزئية ب«الأمر الإيجابي الذي يعكس حياد السلطة». وقال بنكيران، الذي كان يتحدث في لقاء تواصلي مع مناضلي حزبه بآنفا بالدار البيضاء يوم الجمعة الأخير، إن القصر هو الذي دفع بالهمة لمنازلة الإسلاميين في الساحة السياسية، بعد أن بالغ الأخير في التضييق عليهم عندما كان وزيرا منتدبا في الداخلية. وأبدى بنكيران ارتياحه لتعثر حزب الهمة في الانتخابات الجزئية الأخيرة، مشيرا إلى أن فوز الهمة كان سيؤثر سلبا على المشهد السياسي وستتضرر منه جميع الأحزاب لأنه سيعني أن القصر معه. «وهذا مخالف لحقيقة الواقع، لأن القصر، حسب بنكيران، مع إشراك الجميع بدون إقصاء لأي طرف». وذكر بنكيران في هذا اللقاء بالفرق بين حزب العدالة والتنمية وبقية الأحزاب، وقال، في هذا السياق، إن ما يميز حزبه عن هذه الأحزاب هو البعد الديني المؤطر لسلوك مناضليه، داعيا في الوقت نفسه إلى «التشبث بهذا البعد لأنه هو الذي يمنح الهيبة لأعضاء الحزب لدى الآخرين المعادين للدين». وفي جوابه عن سؤال وجه إليه حول أهمية أن يكون الحزب في موقع التسيير خلال الانتخابات الجماعية، قال بنكيران إن موقفه كان دائما هو أن يكون الحزب في موقع التسيير ولو عبر التحالف مع حزب الاتحاد الاشتراكي، ليس فقط على مستوى الجماعات المحلية، وإنما حتى على مستوى الحكومة، لأن الاصطفاف في موقع المعارضة، بالنسبة إلى بنكيران، لا جدوى منه ولن يخدم مصلحة الحزب في أي شيء. ولم ير بنكيران مانعا في أن تكون لمناضلي حزبه طموحات في تقلد مسؤوليات حزبية تؤهلهم لشغل مناصب عمومية في الدولة، معتبرا أن الأمر يتعلق بطموحات إنسانية مشروعة لم يسلم منها هو بدروه. وذكر بنكيران، في هذا الصدد، بما حدث له شخصيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة عندما لم يضعه مناضلو الحزب بسلا على رأس اللائحة قبل أن تتدخل الأمانة العامة لفائدته وفق ما ينص عليه القانون، إذ اعترف بنكيران بأنه لم يتقبل أن يزاح من رأس اللائحة، لكن الأهم من هذا كله هو أنه لم يلجأ إلى ما أسماه ب«الكولسة» من أجل أن يكون وكيل لائحة. وكشف بنكيران، في هذا اللقاء، أنه أرسل في طلب عبد الصمد بلكبير، القيادي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من أجل أن يترشح مكانه في سلا. وقال بنكيران إنه يختلف مع بلكبير، في كثير من القضايا، غير أن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن بلكبير يدافع عن اللغة العربية باستماتة وبغيرة كبيرة.