ففي الوقت الذي فاز فيه الأصالة بمقعد واحد فقط، لم يفز العدالة بأي مقعد من المقاعد السبعة في استفتاء شهد صراعا حادا بين الحزبين. وشهدت الحملة الانتخابية قبل يوم الاقتراع صراعا إعلاميا وسياسيا بين حزب الأصالة والمعاصرة من جهة وحزبي العدالة والتنمية الإسلامي وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري والمشارك في الحكومة. ففي بلاغ صادر عن المكتب السياسي انتقد الاتحاد الاشتراكي بشدة حزب صديق الملك، متهما إياه بأنه يقدم نفسه على أنه الحزب الوحيد، وأنه يكرر تجربة المخزن القديم، فيما شنت جريدة الاشتراكي حملة مضادة ضد الأصالة طيلة أيام الحملة. أما الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران فقد انتقد استغلال الهمة صداقته الملك واستعمالها في حملة حزبه الانتخابية في عدد من الدوائر الانتخابية، وقال موجها الكلام للهمة "اترك الملك بعيدا، ولا تدع أنك تأخذ التوجيهات منه، إن الملك للجميع". وكان الملك قد حرص في خطابه الأخير على أخذ مسافة عن حزب الهمة معلنا أنه ملك لجميع المغاربة. ووصف بنكيران حزب الأصالة والمعاصرة مثل عمل الساحر الذي يخرج "أرنبا" أو "فيلا" من لا شيء في غمضة عين توهيما للناظرين. وقال إن الحزب الذي يجمع بين صفوفه كل الأصناف والفئات السياسية في غير تجانس ليس قادرا أن يعطي أي شيء للمغرب. من جهته انتقد حزب الأصالة والمعاصرة ما سماه "استغلال الدين في السياسة والانتخابات"، مطالبا حزب العدالة والتنمية بأن يكون أكثر اعتدالا والتزاما ب"الإسلام المغربي". يذكر أن بعض الأحزاب اليسارية قاطعت الانتخابات الجزئية الأخيرة مثل الحزب الاشتراكي الموحد. وأشار بيان مجلس مناضلي الحزب إلى أن عدم المشاركة في الانتخابات الجزئية، هو تعبير عن رفض تزكية العبث، لكون إلغاء المجلس الدستوري لمقعد برلماني سابق بسبب استعماله المال في شراء أصوات الناخبين كان يقتضي متابعته قضائيا وحرمانه من الترشح. واعتبر البيان أن السماح له بالترشح مجددا هو دليل على كون الانتخابات الجزئية الحالية ستعرف نفس الإفساد الذي عرفته سابقتها. شبكة طنجة الإخبارية وكالات