بعد عرض 10 أفلام من أصل 12 (إلى حدود أول أمس الخميس)، تدخل في إطار المسابقة الرسمية للدورة الثامنة عشرة لمهرجان السينما المتوسطية بمدينة تطوان، يمكن القول بأن ملامح المهرجان اتضحت وأن الجمهور كون فكرة واضحة عن مدى جودة الأعمال السينمائية التي تابعها، كما بدأ النقاد والمتتبعون يرشحون أفلاما للظفر بجوائز المهرجان. ومن بين الأفلام التي تعد مرشحة فوق العادة للفوز بجوائز هذه الدورة، فيلم «موت للبيع» لفوزي بنسعيدي و»أياد خشنة» لمحمد العسلي، إضافة إلى الفيلم الإيطالي «لاكريبتونيتي نيلا بورصا» لإيفان كوترونيو، والفيلم اليوناني «طانكستين» والمصري «الخروج من القاهرة»، ثم الفيلم الصربي «العدو» للمخرج ديجان زيسيفيتش. وتم، مساء أول أمس الخميس، عرض فيلمين يندرجان في إطار المسابقة الرسمية، الأول لبناني يحمل عنوان «تنورة ماكسي»، وهو للمخرج جو أبو عيد، أما الفيلم الثاني الذي كان ينتظره جمهور تطوان، فهو «موت للبيع» لفوزي بنسعيدي، الذي حاز على جائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة. ووجد المنظمون صعوبة في إدخال الجمهور إلى قاعة «أفينيدا» لمتابعة الفيلم المغربي، إذ لم تستوعب القاعة العدد الذي حضر، مما اضطر المنظمين إلى فتح الطابق العلوي للقاعة السينمائية، وذلك لأول مرة منذ حفل الافتتاح الذي عرض خلاله فيلم «الزمان العاكر» لمحمد إسماعيل. وإذا كان العدد الهائل الذي حضر لمتابعة أفلام محمد إسماعيل ومحمد العسلي ومحمد نظيف وفوزي بنسعيدي، أمر يثلج الصدر ويثبت أن المغاربة يعشقون كل ما هو محلي، فإن النقطة السوداء تبقى، منذ اليوم الافتتاحي للمهرجان إلى غاية اليوم، هي قيام فئة من الجمهور بإفساد الفرجة والتشويش على العروض السينمائية وعلى الراغبين في الاستمتاع بأفلام المهرجان. ووعيا منه بهذا الأمر، تدخل مدير المهرجان أحمد حسني، وناشد الجمهور قبل انطلاق فيلم فوزي بنسعيدي، بالتزام الصمت ومتابعة الفيلم، بل واستعطف الحضور عدة مرات كي لا يتم إفساد الأمسية السينمائية. وقال حسني مخاطبا الحضور: «بنسعيدي صور فيلمه بمدينة تطوان. وأن يقوم مخرج بتصوير عمله في تطوان، فإن ذلك يعتبر حدثا. وكما ترون فإن بنسعيدي حرص على المجيء إلى تطوان لتقديم فيلمه بنفسه، لذا أدعوكم إلى احترامه ومتابعة الفيلم والتزام الصمت». لكن يبدو أن كلام حسني ونداءاته لم تجد آذانا صاغية، ففور بدء الفيلم انطلق الضجيج والصفير داخل القاعة، وكان الأمر يزداد مع ظهور كل لقطة ساخنة في الفيلم، مما استحال معه مشاهدة الفيلم بالنسبة إلى الأشخاص الراغبين في ذلك. ويحكي «موت للبيع» قصة ثلاثة أصدقاء يعيشون على السرقة بمدينة تطوان، ويقررون ذات يوم سرقة محل للمجوهرات، إلا أن دوافع السرقة لدى كل منهم تختلف، مما يؤدي إلى تعارض في المصالح. ويحاول الفيلم من خلال قصة الشبان الثلاثة أن يثير الانتباه إلى الرغبات التي سرعان ما تقضي على أصحابها. ويذكر أن الفيلم إنتاج مشترك مغربي- بلجيكي فرنسي، وأدى الأدوار الرئيسية فيه كل من فهد بنشمسي ومحسن مالزي وفؤاد لبيض وإيمان مشرفي وآخرين.