أسفر تدخل أمني في حق متظاهرات في القنيطرة، عشية أول أمس، عن إصابة العديد من النساء بجروح متفاوتة الخطورة واعتقال أخريات في مبنى المصلحة الولائية للشرطة القضائية. ولجأت السلطات إلى استعمال القوة لتفريق جموع المحتجين الذين خرجوا في مسيرة سلمية للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير في منطقة «الحنشة أولاد موسى»، المحسوبة على المدار الحضري لمدينة القنيطرة. وحمَل المواطنون الغاضبون، وبينهم أطفال ونساء، الأعلام الوطنية في مسيرتهم نحو ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، لإيصال مشاكلهم إلى مسؤولي الولاية وللمطالبة ب»الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة»، قبل أن تتدخل قوات حفظ الأمن بعنف لتفريق المتظاهرين، وهو ما أدى إلى سقوط جرحى، بينهم الفتاة القاصر «ع. ك.»، التي أصيبت في الرأس، بعد «تكسير» علم وطني على رأسها، كما أصيبت «ح. أ.» برضوض في كتفها، بعد تعرضها للضرب من طرف مسؤول أمني رفيع المستوى، على حد قولها. وكشفت مصادر «المساء» أن ما يفوق 10 نساء تعرضن للتعنيف والضرب، رغم احتجاجهن بطريقة سلمية. وأضافت المصادر أن العديد منهن خضعن للاحتجاز والاستنطاق في مقر ولاية أمن القنيطرة، من بينهن «ح. س.» و«خ. ب.»، إضافة إلى الطفلتين الشقيقتين «س. ح.» و«خ. ح.»، اللتين لا يتجاوز عمر إحداهن تسع سنوات، حيث سكنهما إثر ذلك «الرعب»، قبل أن يتم إطلاق سراح الجميع. وفي بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، أعربت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في القنيطرة عن إدانتها الشديدة ما وصفته ب»التدخل الوحشي غير المبرر وكذا الاعتقال والاحتجاز التعسفي في حق النساء والأطفال، مع ما رافق ذلك من سب وكلام فاحش في حق المحتجات». ونددت الرابطة ب«تهاون» مؤسسة العمران في إيجاد حل عاجل ومنصف للبناء العشوائي في «أولاد مبارك الحنشة أولاد موسى» وتصدير أرباح هذه المؤسسة إلى العاصمة الرباط، دون أن تكون لها أي آثار تنموية على إقليمالقنيطرة، داعية في الوقت نفسه، أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى الإسراع بتمكين قاطني دور الصفيح من بقعهم، بدل الحلول «المهدئة» التي لن تؤدي، في نظرها، إلا إلى نتائج كارثية. وأعلن البلاغ نفسه عزم الحقوقيين تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى الولاية، يوم غد الجمعة، ضد التدخلات الأمنية العنيفة في حق المتظاهرين والمطالبة بمنح المستفيدين بقعهم، دون أي تسويف أو استغلال انتخابي لمآسي الساكنة، مؤكدا أن «هذه الوقفة هي بداية لمسلسل احتجاجي سيستمر إلى حين إيجاد حل عادل ومنصف للساكنة الفقيرة والمهمشة».