خاض سكان كريان الرحامنة الصفيحي، نهاية الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية مرفوقة بمسيرة انطلقت من مدار إقامة العلاء بشارع الحسين السوسي في اتجاه مدار نفس الشارع بالبرنوصي في الدارالبيضاء . هذه المسيرة التي شارك فيها عدد كبير من السكان المتضررين، أطفالا ونساء وشبابا، جاءت مثل باقي المسيرات التي نظمت على مدى أزيد من أربعة أشهر من أجل المطالبة بالسكن والقضاء على دور الصفيح التي تنتشر في الأحياء الهامشية كالنار في الهشيم. ومن خلال هذه المسيرة التي شهدتها أهم الشوارع الرئيسية في البرنوصي، جدد السكان مطلبهم بسكن لائق عبر تسريع عملية إعادة الهيكلة ووضع جدول زمني لها، لأن كل تأخير، في نظرهم، من شأنه أن يزيد من عدد المطالبين بالاستفادة وتقلص الوعاء العقاري. وقد تسببت المسيرة في قطع الطريق على السيارات والحافلات، الأمر الذي جعل العديد منها يختار طرقا أخرى للمرور تفاديا للازدحام الناتج عن عدد المشاركين في المسيرة . هذا الحراك الشعبي انطلقت شرارته الأولى مباشرة بعد إعطاء لجنة تسمى لجنة الحكماء، الضوء الأخضر للقيام بعملية إحصاء الساكنة، الشيء الذي لم يتقبله عدد من المواطنين، بحكم أن هذه اللجنة، بحسب وجهة نظرهم، ولدت من رحم سلطات عمالة البرنوصي، وأنها تستغل معاناتهم من أجل تحقيق مصالح شخصية، محاولة تجميد حركة المطالبة بالحق في السكن التي أصبحت تتنامى بفعل الوعود التي وصفها المحتجون ب«الكاذبة» والتي سبق إعلانها في أكثر من مناسبة من طرف المعنيين. كلها أمور دفعت السكان إلى طلب تدخل ملكي من أجل إنصافهم ورفع ما أسموه «الحيف» الذي يعانون منه عبر لافتات تم رفعها في مختلف المسيرات . وقد رددت خلال المسيرة شعارات تطالب بالحق في السكن و بأجرأة وتفعيل بنود الفصل 31 من الدستور الذي ينص على هذا الحق، ومن بين هذه الشعارات «الشعب يريد إسقاط البراكة»، «قالوا المغرب راه زوين والسكن فين كاين». وقد خلفت هذه الاحتجاجات متابعة واسعة من لدن المواطنين، الذين يصادف الأحد يوم عطلتهم الأسبوعية، بحيث حضروا هذه الاحتجاجات وتابعوها إلى غاية نهايتها ولو أنه أصبحت في نظرهم عادية واعتادوا عليها من طرف السكان، كما سجلت الوقفة حضور الأجهزة الأمنية التي ظلت تراقب الوضع من بعيد، واختتم السكان مسيرتهم باعتزامهم التصعيد إذا لم تستجب الجهات الوصية لمطالبهم.