نظم المئات من سكان كاريان الرحامنة بالدار البيضاء، الأحد الماضي، مسيرة احتجاجية «حاشدة» في اتجاه عمالة مقاطعات البرنوصي انطلقت من الحي الصفيحي بشارع الحسين السوسي، على مستوى مدار إقامة اليقين، حيث رفعت خلالها شعارات تطالب بتدخل الملك محمد السادس من أجل إنصافها ورفع التهميش عنهما. وطالب المحتجون بتفعيل بنود الفصل 31 من الدستور المغربي، الذي ينص على الحق في السكن. وأكدت مصادر مطلعة أن المحتجين هددوا خلال المسيرة بالنزول إلى الطريق السيار أثناء مرورهم من فوق القنطرة التي تؤدي إلى الطريق السيار، كما تميزت المسيرة بإنزال أمني مكثف. وردد المحتجون العديد من الشعارات على طول المسيرة التي استمرت لعدة ساعات، مطالبين بتسريع عملية إعادة الهيكلة، ومؤكدين رفضهم لما وصفوه ب«التماطل» و«التسويف» الذي تنهجه السلطات المعنية، والتي لم تراع، حسب المصادر نفسها، الظروف الاقتصادية والاجتماعية للساكنة. كما عبر بعض المحتجين عن رفضهم للجنة الحكماء، التي، حسب تعبير المنظمين «لا تمثل إلا نفسها»، اعتبارا لأن عددا من المنتمين إليها لا علاقة لهم بالسكان ولا دراية لهم بطبيعة العيش في السكن العشوائي لأزيد من 30 سنة في ظل غياب أبسط ضروريات العيش، على رأسها الماء الشروب، بالإضافة إلى طبيعة السكن الصفيحي الذي لا يصون كرامة السكان ويشكل تهديدا لحياتهم، حيث تعرضت الكثير من الدور الصفيحية لحرائق عديدة تسببت في العديد من المرات في حصد حياة بعض السكان وتسببت لآخرين في عاهات مستديمة. واتهمت المصادر ذاتها بعض الحكماء بالتواطؤ في تفريخ البراريك وبيعها سابقا، وفي ملفات أخرى، مؤكدين أن لجنة الحكماء من المفروض أن تضم أشخاصا من طينة خاصة، سواء تعلق الأمر بالمستوى الثقافي أوالمعرفي أو من حيث الجدية والأخلاق حتى يتحقق الهدف الأساسي الذي تشكلت بناء عليه هذه اللجنة، تضيف المصادر ذاتها، علما أن اللجنة تضم أشخاصا نزهاء، غير أن بعضهم كانت له يد في عرقلة برنامج إعادة الإسكان، وأن التحقيق كفيل بإماطة اللثام عن مختلف الاختلالات التي طالت هذا الملف. وعبر المحتجون عن رفضهم لما وصفوه ب«استثمار» ملفهم لأغراض معينة. وطالبوا بوضع حد لمعاناتهم بعد أن طال انتظارهم، مؤكدين أن واقع الحال لا يعطي أي مؤشرات على قرب طي هذا الملف. وردد المحتجون شعارات من قبيل «بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون، شي علا وبغى يطير وشي ساكن تحت القصدير، نوض دوي على حقك الكرياني جا وقتك، سمع سمع يا مسؤول البراكة خسها تزول..». وطالب المحتجون الجهات المسؤولة بفتح حوار جدي معهم من أجل وضع اليد على مكامن الخلل التي حالت دون ترحيل السكان المعنيين بالترحيل. وجدير بالذكر أن سكان الأحياء الصفيحية بسيدي مومن اعتادوا تنظيم مسيرات احتجاجية كل يوم أحد.