اعتصم عشرات السكان من كاريان طوما بالدار البيضاء، الأربعاء الماضي، لأزيد من أربع ساعات بعد مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط الكاريان وتوجهت نحو عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي حيث اعتصموا بها للمطالبة بالاستفادة من السكن اللائق مثلما استفاد غيرهم. وأكد بعض المحتجين ل«المساء» أنه تقرر تنظيم هذه المسيرة بعدما توصل عدد كبير من السكان، أغلبهم من المكترين، برسائل من شركة العمران تفيد بأن أسماءهم غير واردة في اللائحة الرسمية المصادق عليها من طرف السلطات المحلية التي تتوفر عليها الشركة بخصوص سكان كاريان طوما المعنيين بإعادة الإسكان، علما أن أغلبهم يعيش في هذا الحي منذ أكثر من 30 سنة. ونظم هذه المسيرة سكان الأزقة 1 و2 و3 المقصيون من الاستفادة من برنامج إعادة الإسكان بالمنطقة، مرددين شعارات مطالبة بحقهم في السكن، خاصة أن أغلب المنازل الصفيحية أصبحت مهددة بالانهيار في أي لحظة فوق رؤوس السكان بعدما تم هدم العديد من الدور وترحيل سكانها، وهو ما خلق للسكان الكثير من المتاعب والمشاكل اليومية، بدءا بالسرقة وغيرها من المظاهر الأخرى، من بينها أن بعض المنحرفين يحتسون الخمر ويتعاطون مختلف أصناف المخدرات بجانب منازلهم التي تكاد تتهاوى فوقهم. وندد المحتجون بما وصفوه ب«التماطل» الذي ميز هذا الملف، مطالبين بلجنة مركزية للتحقيق والوقوف على مختلف الاختلالات التي كانت السمة الغالبة عليه، مؤكدين أن «غياب» الإرادة الحقيقية في التعامل مع هذا الملف بنوع من الحزم هو ما جعله يطول كل هذه المدة، على الرغم من أن الجهات المعنية على يقين تام، يقول أحد المنظمين للمسيرة، بأن المزيد من تأجيل حل هذا الملف يعني «تفريخ» المزيد من الأكواخ وهو ما لا «يمكن إنكاره»، يقول المصدر نفسه، الذي قال إنه يتوفر على أرقام للدور الصفيحية التي تمت إضافتها، دون إغفال حالات زواج بعض الأبناء، مما يعني حالة مدنية جديدة، حيث قد يرفض الابن مغادرة منزل والديه لعجزه عن اكتراء منزل لأسرته. وأكد المحتجون على ضرورة استفادتهم، معلنين رفضهم المغادرة بصيغة أخرى لا تستجيب لطلبهم في الحصول على سكن لائق مثلما دعا إلى ذلك الملك محمد السادس من خلال برنامج القضاء على الأحياء الصفيحية.