«لا نريد بطاقة مجانية لدخول السينما، ولا وردة في عيد المرأة، ولا تخفيضات في مستحضرات التجميل. نريد فقط سكنا لائقا»، هذه خلاصة الشعارات التي رفعتها مئات النساء القاطنات بكريان الرحامنة بسيدي مومن بالدار البيضاء، أول أمس الخميس، احتفالا بعيدهن العالمي في مسيرة «حاشدة» جابت العديد من الشوارع، شكلت رسالة مباشرة إلى كل الجهات المسؤولة لتنبيهها إلى الواقع المزري الذي تعيشه نساء الكاريان، وأن أحسن هدية ستقدم لهن في عيدهن هذا هو تمكينهن من سكن لائق يصون كرامتهن التي تلطخت لسنوات من خلال السكن في دور الصفيح. وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من مدار إقامة العلاء بشارع الحسين السوسي، قرب دار الشباب سيدي مومن واتجهت نحو عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي. ورددت المحتجات شعارات مطالبة بالحق في السكن والكرامة ورفع ما وصفنه ب«التهميش» و«الإقصاء» عن قاطنات الكاريان اللواتي سئمن من العيش في سكن تغيب فيه كل شروط الحياة، بل إنه تنتفي فيه كرامة الإنسان وعزته، مؤكدات أن الاحتفال يحلو للنساء اللواتي يقطن في سكن فاخر أو على الأقل تتوفر فيه الشروط اللازمة للعيش الكريم، وليس تحت صفائح من القصدير قابلة للانهيار فوق رؤوسهن في أي لحظة وحين. وسارت النسوة المحتجات مسافة طويلة رغم أشعة الشمس الحارقة التي لفحت أجسادهن غير أنهن اخترن الاحتفال بطريقتهن الخاصة، وكانت من بين المشاركات حوامل ومرضعات، والغرض هو تبليغ رسالتهن التي تفيد بأنهن يرفضن سياسة «التماطل» في نيل أبسط حقوقهن المتمثلة في سكن لائق يحفظ كرامتهن ويحسسهن بآدميتهن وإنسانيتهن، مختزلات رسالتهن في أنهن «لسن في حاجة إلى بطاقة دخول السينما مجانا، أو إلى تخفيضات في المشتريات ومستحضرات التجميل و..» لأن كل هذه الأشياء مجرد كماليات في الوقت الذي لا تتوفر لهن الضروريات. ورددت المحتجات شعارات منادية بإنصاف المرأة القاطنة في دور الصفيح، وعلى الرغم من أن المسيرة وقعتها النساء إلا أنها تميزت أيضا بمؤزرة الرجال. كما طالبت النسوة، أيضا، الجهات المسؤولة عن برنامج إعادة إسكانهن بفتح قنوات الحوار مباشرة مع السكان المتضررين عوض بعض اللجن والجمعيات التي تحاول استغلال ملفهم لقضاء مصالح شخصية وسرقة أحلامهن في السكن، حسب تعبير بعضهن. واعتصمت النسوة أمام مقر عمالة البرنوصي رافعات شعارات منددة باللامبالاة التي تواجه ملفهن المطلبي من طرف السلطات المعنية. وأكدت مصادر مطلعة أن صدامات كادت تقع بين المحتجين وأحد المسؤولين عن السلطة المحلية، الذي رفعوا شعارات مطالبة برحيله غير أن منظمي المسيرة تدخلوا وفضوا النزاع. وتميزت المسيرة بإنزال أمني تجنبا لأي انفلات.